عوامل الإصلاح
عوامل الإصلاح
ربما يكون الاهتمام بالطفل من النواحي المادية شيئًا في استطاعة أغلب الأمّهات، ولكن ماذا عن رعاية جانبه المعنوي؟ إنه يحتاج إلى أمّ مثقفة ومؤمنة وناجحة، فإذا رفعت المرأة قدر نفسها، فسوف تساعد طفلها على الرقي كلما كبر، فالجميع يطمح إلى تربية جيل طاهر، ولديه من الحياء ما يقاوم به فتن الدنيا، وهذه غايات ممكنة إذا كانت الأم في الأساس تسلك هذا المسلك، فإذا كانت طاهرة القلب، وسليمة النيّة سوف يؤثر ذلك في أبنائها، والطفل الذي يتربى في بيئة إيمانية مستقيمة لن تهزمه عواصف الحياة، لذا نقول إن دين الأم واهتمامها بالشعائر يساهم في استقامة البيت وتوثيق الصلة بالله، ويجعلها تقوم على واجباتها دون تضرر واستياء، كما تترك العبادة سلوكًا إسلاميًّا عليها وتحميها من الرذائل، وحين يفتح الطفل عينيه على الدنيا ويرى ما تتحلى به والدته من صفات حسنة وكريمة، فسوف يقتدي بها، فالطفل يثق بأمه، ولهذا يجب عليها ألا تكدر حياته بالخوف من الضلال والانحرافات.
وبعدما تنتهي السنوات الأولى للطفل سيبدأ بالسعي نحو الاستقلال، ولذا فإن للتهذيب في السنين الأولى تأثيرًا على مدى تمرده وعصيانه في ما بعد.
بيد أن لغة التشجيع والإصلاح لا بد أن تكون للاستحقاق وليس فيها تمجيد للشخص بل للعمل، وتكون المكافأة فيها دون إفراط ومبالغة، كما يمكننا إصلاح الطفل باللعب الذي ينمي مهاراته الشخصية، ويساعده على الانسجام الاجتماعي .
وسوف تضطر الأم أحيانًا إلى لغة التحذير والتذكير، ووقتها يجب أن تحرص أن يكون ذلك من دون قسوة، فمن أهمّ ما يتبع في النصيحة، أن تكون بهدوء ولطف، وأن تناسب المستوى الفكري للطفل، وألا يُقاس الطفل بأقرانه، كما أن حكاية القصص للطفل ضرورية، لا سيما تلك التي تتحلى بالسعي إلى الفضيلة، فيُفضّل عدم ملء رأسه بالخرافات والأوهام والحكايات غير الواقعية.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.