عوارض السعر المستهدف

عوارض السعر المستهدف
يعتري السعر المستهدف عارض، وهو أن السعر المستهدف قد لا يجد له زبائن، فأنت لا تستطيع أن تقنع الزبائن أن يعرضوا عن القهوة السادة ويشربوا القهوة باللبن، فمن السهل أن تقنع الزبائن الحساسين بالإعراض عن المنتج باهظ الثمن، بينما يكون -أحيانًا- من الصعب أن تقنع الزبائن غير الحساسين بالإعراض عن المنتجات رخيصة الثمن.

وبالتالي تلجأ الشركات إلى المبالغة في نوعية الخدمة المقدمة للزبائن حتى تجعل غير الحساسين منهم تجاه الأسعار يختارون الخدمة ذات السعر المستهدف، ويتضح ذلك بجلاء من خلال التفاوت بين أسعار تذاكر القطارات، فأسعار تذاكر الدرجة الأولى تختلف عن الدرجة الثانية، التي بدورها تختلف عن الدرجة العادية، فلكي تقنع شركة القطارات الزبائن غير الحساسين أن يركبوا الدرجة الأولى -ذات السعر المستهدف- بدلًا من الدرجة الثانية أو الدرجة العادية، فإنها تجعل الخدمة المقدَّمة في الدرجة الأولى أكثر راحة، كأن تكون المقاعد من الجلد في الدرجة الأولى، مقابل مقاعد من البلاستيك لركاب الدرجة العادية، فهذا التفاوت في الخدمات المقدَّمة لنوعي التذاكر يجعل الأغنياء يشترون تذاكر الدرجة الأولى، معرضين عن تذاكر الدرجة العادية، بينما إذا كانت الخدمة في جميع الدرجات واحدة، لقرَّر الأغنياء ركوب قطارات الدرجة العادية، فما الذي يجعلهم يدفعون سعرًا أكبر نظير نفس الخدمة؟! لهذا السبب -كما يرى تيم- كان لا بدَّ أن يعاني ركاب الدرجة العادية، حتى يتم الوصول إلى السعر المستهدف.
الفكرة من كتاب المخبر الاقتصادي
ربما وأنت تطالع هذا الملخَّص لم توصِ أخضر بأن يقوم بتلخيصه من أجلك، بل ربما لم يخطر على بالك وأنت تتصفَّح التطبيق أنك ستقرأه، رغم ذلك وبشيءٍ من السحر قام العشرات بما يلزم من أجل تلبية رغباتك غير المتوقعة، بدءًا من المعدين، ثم المحررين، ثم المدققين اللغويين، ثم المعلق الصوتي، وغيرهم، فأي منتج يصل إليك كمستهلك هو نتاج جهد ضخم لعدد كبير من الأشخاص، ففنجان القهوة الذي تشربه وأنت تقرأ هذا الملخَّص يكمن خلفه نظام معقد جدًّا، يبدأ من زرع البُن، ثم قطف ثماره، وصولًا إلى تحميصه، وكذلك سبك الصلب، وشكل اللدائن لصناعة آلة القهوة، إلى جانب المواد التي يصنع منها الكوب الذي يوضع فيه مشروب القهوة، وصولًا إلى اليد الأخيرة (أنت).
مؤلف كتاب المخبر الاقتصادي
تيم هارفورد Tim Harford خبير اقتصادي يكتب في مجلة “فاينانشال تايمز” Financial Times، عَمل في السابق مدرسًا لمادة الاقتصاد بجامعة أكسفورد، له كتب عديدة منها:
The Logic of Life
How to Make the World Add Up
The Undercover Economist Strikes Back
Adapt: Why Success Always Starts with Failure