عوائق في الطريق إلى قيادة العقل
عوائق في الطريق إلى قيادة العقل
يواجه القادة صعوبات في إنجاز المهام بعيدًا عن تبني القيادة الشاملة؛ فنجد أن بعض القادة استراتيجيون للغاية وناجحون على مستوى الأفكار لكنهم يفتقدون مهارة تنفيذ تلك الاستراتيجيات، وعلى صعيد آخر هناك قادة آخرون تتمركز مهاراتهم حول التشغيل ومجريات العمل نفسه أكثر من الأفكار، فإذا خُيِّروا بين الابتكار مع خطورة متوسطة أو التصرف بروتينية منخفضة الخطورة فسوف يكون الخيار الأخير قرارهم، ويتضح من ذلك أن القائد يتعامل على أساس أنه إما أن يتبع الأسلوب الاستراتيجي أو التشغيلي، ولكن الموقف الأكثر فاعلية في نظر المؤلفين هو إيجاد التوازن بين الأسلوبين؛ وعليه فيجب أن يمتلك القائد المتكامل مهارة التنقل بينهما وفق ما يقتضيه الموقف.
والسؤال الآن: كيف يمكن للقائد أن يكتسب القدرة على التفكير بهذين الأسلوبين المختلفين؟ هناك أربعة عوامل تعوق القائد عن تحقيق ذلك: أولها التحيز الوظيفي؛ إذ تؤثر طبيعة الوظيفة التي ينتمي إليها القائد في اختياره لأحد الأسلوبين، والعامل الثاني أن تتجاوز الحاجة إلى السيطرة كونها وسيلة للتنفيذ لتصبح هدفًا بحد ذاتها فتقتل الإبداع قتلًا، أما الثالث فهو تمسك المدير برأيه وأسلوبه ورفضه لأي تغيير أو إعادة النظر، ورابع شيء إثقال المؤسسة بعدد من العمليات زيادة عن الطبيعي مما يؤثر في باقي أنشطة وأعمال المؤسسة، والقائد الراغب في قيادة كاملة وشاملة يجب عليه أن يحدَّ من هذه العوائق التي تحول بينه وبين التنفيذ الجيد.
يعدُّ تكوين وجهات النظر والقدرة على التعبير عنها جزءًا لا يتجزأ من الجوانب العقلية للقيادة، كما يعد التقليل من شأنها أو عدم أخذها في الاعتبار خرقًا لمفهوم القيادة الكاملة، ويعرِّف المؤلفون وجهة النظر بأنها: “تعددية الرؤى للموضوع الواحد”، وكذلك “تحديد أكثر دقة لاعتقاد محدد”، والحاصل أن يتبنى القائد رأيًا من الآراء المتباينة، ويصر بعض القادة على التمسك الشديد بوجهات نظرهم حتى لو ثبت عدم صوابها، وآخرون لا يتكوَّن عندهم وجهة نظر أصلًا ويميلون إلى ما يراه التيار أو جموع الناس، وفي الحقيقة كل ذلك من عوائق قيادة العقل.
الفكرة من كتاب العقل والقلب والشجاعة: ثلاث سمات تصنع منك قائدًا ناجحًا
شهد العالم تحولات مركزية كبرى في كل العلوم والفنون، ورافق ذلك تغيرات مفاهيمية وعملية تجعل من استيعابها وتغيير أدواتنا واستراتيجياتنا لتلائم هذه التحولات والتطورات ضرورة أساسية في أعمالنا. والقيادة كغيرها من العمليات تأثرت كثيرًا بهذه التحولات والتغيرات، مما عدَّ القيادة الجزئية المرتكزة على القوة وحدها فشلًا في العصر الحالي وإن كانت قد نجحت في عصور سابقة.
يقدم هذا الكتاب قراءة جديدة للقيادة المتكاملة بجوانبها الثلاثة: العقل والقلب والشجاعة، موضحًا مفهوم كل جانب كاشفًا عن الروابط العميقة بينها وما يشمله من عوائق تواجه القادة الراغبين في قيادة ناضجة.
مؤلف كتاب العقل والقلب والشجاعة: ثلاث سمات تصنع منك قائدًا ناجحًا
ديفيد إل دوتليتش David L. Dotlich: رئيسُ مَركزِ “ميرسر دلتا” لتعليم المسؤولين التنفيذيين، ونائبُ الرئيس التنفيذي السابق في شركة “هانيويل إنترناشونال”، ومشارك في مؤلفات عدة منها: “قائد غير كامل”، و”ممرات القيادة”.
بيتر سي كايرو Peter C. Cairo: رئيس إدارةِ إعداد برامج تطوير المسؤولين التنفيذيين واستراتيجية القيادة في مركز “ميرسر دلتا” لتعليم المسؤولين التنفيذيين، وأسهم في تأليف عدة كتب منها: “لماذا يفشل الرؤساء التنفيذيون”، و”عالقون في الوسط”.
ستيفن إتش راينسميث Stephen H. Rhinesmith: شريكٌ في مركز “ميرسر دلتا” لتعليم المسؤولين التنفيذيين، وشغَلَ منصبَ رئيس شركة “هولاند أمريكا لاين”، ومن مؤلفاته: “دليل المديرين للعولمة”.