عن وطنية العلماء في مصر
عن وطنية العلماء في مصر
احتفلت مصر احتفالًا عظيمًا بحصول أحمد زويل على جائزة نوبل، على الرغم من قبوله تسلم جائزة إسرائيلية ألقى على إثرها محاضرة في الكنيست الإسرائيلي، وصرّح فيها بأن “العلم لا وطن له وأنه لا سياسة في العلم”، ثم طرح فكرة إنشاء مركز علمي يشجع على التعاون بين مصر وإسرائيل، وبغض النظر عن أن هذا التصريح كان سياسيًّا محضًا، إلا أنه كان مُهينًا في الوقت الذي كان يتعرض فيه الفلسطينيون للإذلال من إسرائيل. ويرى الكاتب أنه كان يجب على الدكتور زويل أن يقتدي بغيره من العلماء البارزين الوطنيين الذين سخّروا علمهم لخدمة الوطن،
كالدكتور جمال حمدان وهو أسطورة في علم الجغرافيا والاجتماع، وصاحب الموسوعة النادرة “شخصية مصر”، التي تناولت جغرافية مصر الطبيعية والبشرية وتاريخها، بالإضافة إلى تطرقها لقضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية، وقد كانت هذه الموسوعة تعبيرًا صريحًا عن عشقه لوطنه مصر، إذ تمعن في وصف شتى تفاصيلها وصفًا ساحرًا جذابًا جعلها تبدو كأنها كائن حي. أفنى حمدان حياته لخدمة مصر زاهدًا في المنصب والمال، وقد ضجت الصحف بعد وفاته المأساوية بمقالات جمّة لرثائه وتحليل أعماله، ورغم مكانته الكبيرة لم يكن من محبي الرفاهية بل كان ثراؤه ثراءً معرفيًّا، وبذلك يكون قد لقننا درسًا مهمًّا في الوطنية إلى جانب دروسه القيمة في الجغرافيا وعلم الاجتماع.
الفكرة من كتاب شخصيات لها تاريخ
هذا الكتاب رحلة عودة إلى الماضي من خلال معرفة بعض الحقائق التاريخية عن شخصيات مختلفة مرت على مجتمعنا والعالم، وكيف كانت هذه الشخصيات مؤثرة في المناخ الاجتماعي والسياسي، وكم تركت من انطباعات حُفرت في ذاكرة المجتمع. لذا فمعرفة تاريخ هذه الشخصيات تفيدنا في تحليل التغيرات الثقافية والسياسية في المجتمع المصري، وبذلك يُمكننا أن نتفادى أخطاء الماضي.
مؤلف كتاب شخصيات لها تاريخ
جلال أمين: هو عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه م جامعة لندن. شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1965، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتوفي عام 2018.
من أشهر مؤلفاته: “كتب لها تاريخ”، و”الاقتصاد والسياسة والمجتمع في عصر الانفتاح” و”ماذا حدث للمصريين؟”.