عن منهج أبي فهر
عن منهج أبي فهر
لم يكن أبو فهر رجعيًّا أو سلفيًّا في نظره إلى الأدب كما يظن البعض أو يخادعون ليتهاونوا في الالتزام باللغة التي تحمل حضارتنا وتحمل إيماننا وعقيدتنا، وإنما كان مهتمًّا بلغته يستعملها ليعبر عن أفكاره بما يناسب زمنه وعصره، ولكن دون أن يقطع امتدادها، ويرى أن العامية لا تخدم الفصحى في شيء، وأن نظام تعليم العربية في مدارسنا وجامعاتنا يهدِّدها، ويقطع الصلة بين الشباب ولغته وتراثه، وحياة الأمم في ألسنتها، واستعادته واستعادة مكانته مسؤولية الأمة كلها.
وأما عمله في تحقيق التراث فقال عنه إنه لم يكن يحقِّق، وإنما يقرأ النص بدقةٍ، ثم يعطيه للناس بعد جهد ومراجعة طويلة.
ومنهج أبي فهر الخاص في القراءة ودراسة الأدب هو امتدادٌ لمنهج قديم بدأه عبد القاهر الجرجاني صاحب “دلائل الإعجاز”، وذاك المنهج ينقسم إلى جزأين: الأول في تناول المادة ويقتضي جمعها من مظانها ومصادرها ثم تصنيف ما جُمع والتأكُّد من صحته، والثاني هو معالجة التطبيق وفهم المادة بعيدًا عن الخطأ والهوى، وهو ميدان تصادم الأفكار، وهو شبيه بالفيلولوجيا أو فقه اللغة الذي يُعنى بضبط النصوص وتأويلها والتعليق عليها.
ويمكننا أن نستنبط قواعد منهج محمود شاكر من كتاباته ومؤلفاته، فنجده مبنيًّا على عناصر هي التذوق والمنطق العقلي واللغة والتاريخ السوي.
الفكرة من كتاب ظل النديم (أوراق وأسمار شيخ العربية محمود محمد شاكر –رحمه الله- التي لم تنشر من قبل)
محمود محمد شاكر، المعروف أيضًا بأبي فهر وبشيخ العربية، هو أديب وشاعر مصري، عُرف بدفاعه عن العربية وعن التراث العربي الإسلامي، ومع هذا الكتاب نتعرَّف على جانبٍ من سيرته ونشأته الفريدة، ونلقي نظرة على طرفٍ من شخصيته ومواقفه وحاله مع أهله وأصحابه، ونتعرَّف على منهجه الخاص في القراءة ودراسة الأدب.
مؤلف كتاب ظل النديم (أوراق وأسمار شيخ العربية محمود محمد شاكر –رحمه الله- التي لم تنشر من قبل)
وجدان العلي: سيد بن علي عبد المعين، أديب وطالب علم مصري، ولد عام 1979. حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتتلمذ لعدد من أهل العلم باللغة العربية والحديث والفقه، ولزم بيت محمود شاكر –الذي يحكي عنه في الكتاب الذي بين أيدينا- أكثر من خمس سنوات.
عمل في الأدب والكتابة والتحقيق التراثي والدعوة إلى الله، ونشِطٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، وله العديد من البرامج التلفزيونية منها: “نوري”، و”الملأ الأعلى”، ومن كتبه: “صادق بكة”، و”عبودية الكون والكائنات” (بالمشاركة مع مؤيد عبد الفتاح حمدان).