عن تحديد الهدف
عن تحديد الهدف
انتحر أخوه قبل أن يمر عام على تخرجه في قسم الهندسة المعمارية، لتتعلَّق آمال أمه المكلومة به، وتفرض عليه حلمًا غير حلمه، وهو أن يدرس الهندسة ليُكمل مشوار أخيه، ولكنه لم يتمكَّن من الالتحاق بكلية الهندسة لأنه لم يحصل على الدرجات المطلوبة في الثانوية العامة ولم يتمكن من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة التي كانت حلمه لأن لم يتقدم لاختبار القدرات المطلوب لها، وهكذا انتهى به الحال في كلية العلوم بناء على رغبة والده ليعمل معه في نفس المجال، ولكن الحكاية لم تنتهِ هنا، فالمؤلف –الذي يروي هذه القصة عن نفسه- توقَّف متسائلًا عما إن كان في الطريق الصحيح أم الخاطئ، وقرَّر أن يُعيد امتحان الثانوية العامة مرة أخرى سرًّا ليُغير مساره، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة فعلًا واستمتع بوقته فيها وتفوَّق، فكان الأول على دفعته في سنوات الدراسة كلها وعُيِّن فيها معيدًا ثم أصبح مدرسًا بعد أن نال الماجستير والدكتوراه؛ هكذا حدَّد هدفه واختار الفن الذي يجيده ويتقنه ويمكنه تلقي أجر جيد مقابله، وفي نفس الوقت يحبه كثيرًا ويمكنه أن يعمل فيه مجانًا.
دون أهدافٍ نتوه في هذه الحياة ولا ننجز إلا قليلًا، لذا لا ينبغي ألا ندور مع الحشد الذي يدور بشكل أعمى متجاهلين تساؤلاتنا، وإنما علينا تحديد أهدافٍ نسعى إليها لتأخذ الأشياء موضعها الصحيح في الحياة بشكلٍ يتسق مع أهدافنا، وعلينا أن ننجز ما هو مهم بالنسبة لنا، وأن نقوم بما نحب وبما نجيد.
معرفة المرء لما يجيده ولقدراته ومميزاته أمرٌ أساسي عليه أن يسعى لمعرفته مبكرًا قبل أن ينشغل بتفاصيل لحياة الأخرى أو بتحصيل المال لأنه سيأتي تبعًا لاستغلالها، وكلما اكتشفها المرء أبكر كانت فرصته في النجاح أكبر، فقدراتنا ومهاراتنا ربما تكون أقرب مما نتصور، وربما لسنا في حاجةٍ إلى رحلة بحثٍ طويلةٍ لنجدها، وإنما نحن في حاجةٍ إلى أن نعطي أنفسنا بعض الوقت للتعرف عليها وفهم طبيعتها، ثم بذل ما يكفي من الجهود لاستثمارها.
الفكرة من كتاب نادي القلق
ما قصة ذلك النادي الذي يضمُّ أغلب البشر تقريبًا، وكيف يمكننا الهروب منه؟ كيف يحدِّد المرء أهدافه؟ هل هناك وصفة سحرية للسعادة؟ كيف هي علاقة الشهرة والتواضع؟ في رحلتنا مع هذا الكتاب نمر بمحطاتٍ متنوِّعة نجد فيها إجاباتٍ عن هذه الأسئلة ونستكشف المزيد.
مؤلف كتاب نادي القلق
الدكتور جلال الشايب: كاتب مصري ومدرس بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ولد عام 1970 في القاهرة، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1993، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2008.
من مؤلفاته: “تاريخ العمارة الداخلية الحديثة”، و”دفتر الغضب: يوميات شخص عادي شارك في الثورة”، و”مقالات ومقولات”، ورواية عنوانها “عناق على كوبري قصر النيل”.