عن بول.. قبل كل شيء
عن بول.. قبل كل شيء
قابل إبراهام فيرجس صديقه بول بعد نشر بول مقالًا في جريدة نيويورك تايمز، والذي لقي استجابة كبيرة وكان بعنوان “How Long Have I Got Left”، وقد تناقش الاثنان كثيرًا عن الأدب الإنجليزي، وتحدث بول عن ولعه الدائم بالقراءة والكتابة، وأنه كان بإمكانه أن يكون أستاذًا في اللغة الإنجليزية لكنه اتجه إلى تخصص جراحة الأعصاب، لكن ظل حلمه بالرجوع إلى الأدب موجودًا، ولكن كانت رغبته في سلوك هذا المسار ليست مجرد حبِّه لتعقيد المخ، أو شعوره بالرضا لتدريب الكثيرين على يديه، وتحقيق إنجازات هائلة، لكنَّها كانت من أجل حبِّه للمرضى وتعاطفه معهم، وما يمكنه أن يفعل لأجلهم، فقد كان يؤمن ببعده الأخلاقي المتعلق بمهنته.
كان أسلوب بول في الكتابة شديد الروعة، كان يستطيع الكتابة في أي موضوع، فصار يكتب عن الوقت وما صار يعنيه بالنسبة إليه في مرحلة مرضه، وهذا جعل كتابته مثيرة للمشاعر، ثم رحل بول عن عالمنا، وقد تجسَّدت أمام إبراهام صورة زوجته وطفلته، وأبويه وإخوته، وجموع من الأصدقاء والزملاء وكذلك المرضى، كانت وجوههم حزينة هادئة.
فسيرته وكلماته مليئة بالصدق، فبإمكانك أن تتعلَّم من خلال رحلته كيف تكون شجاعًا، وكيف تبقى حيًّا، ويكون لك الأثر البالغ في حياة الآخرين بعد رحيلك، عن طريق كلماتك وأفعالك، ففي ظل عالم التواصل غير المتزامن الذي صارت فيه رؤسنا مدفونة في الشاشات، عليك أن تتوقَّف وتلتفت إلى الأشياء العابرة.
الفكرة من كتاب عندما تتحول الأنفاس إلى هواء
ما الذي يجعل للحياة مغزى وجدوى، إذا كانت جميع المخلوقات ستُنفى في النهاية؟ ولماذا يصبح الإنسان مُجرد اسم حين يتذوَّق الموت؟ وما قبل الموت.. المرض، الألم، الحُزن..
في هذا الكتاب سيرة ذاتية لطبيب شُخِّص بسرطان الرئة وصار مُعرَّضًا للموت، بعد أن كان يُعالِج الذين يصارعون الموت، ويمر بمراحل تحوُّل الطبيب من طالب طب ساذج أسير -على حد تعبيره- إلى طبيب، فيصير جرَّاح أعصاب يتعامل مع المخ، وأبًا وزوجًا يتعامل مع الحياة.
مؤلف كتاب عندما تتحول الأنفاس إلى هواء
بول كولانثي Paul Kalanithi: جرَّاح أعصاب وكاتب، وُلد عام 1977، تخرج في جامعة ستانفورد بدرجة البكالوريوس في علم الأحياء البشرية، وبالماجستير في الأدب الإنجليزي، ثم حصل على درجة الماجستير في تاريخ وفلسفة العلوم والطب من جامعة كامبريدج، ثم تخرج بتقدير امتياز في كلية الطب بجامعة ييل.
وفاز بجائزة الأكاديمية الأمريكية لجراحة الأعصاب وهي أعلى جائزة في ذلك المجال، ثم عاد إلى ستانفورد للتدريب على جراحة الأعصاب وللحصول على زمالة ما بعد الدكتوراه في علم الأعصاب، ألَّف أكثر من عشرين منشورًا علميًّا وحصل على أعلى جائزة للأكاديمية الأمريكية للجراحة العصبية.
توفي بول في عام 2015 بعد تشخيصه بسرطان الرئة، وكان ذلك سبب تأليف كتابه “عندما تتحوَّل الأنفاس إلى هواء”.