عن القصَّة القصيرة
عن القصَّة القصيرة
قد نرى كثيرًا من المؤلفين يطالبون بنشر قصصهم في كلِّ مكان، ويزعمون أن كثيرًا من الكتَّاب الكبار والمعروفين يسدُّون أمامهم الأبواب و يحاربونهم، ولكن ما يجب شرحه فعلًا هو أنه ليس في مقدور كل شخص أن يكون كاتبًا قصصيًّا! فالموضوع ليس بتلك البساطة، وليس لكل كاتب أن يظن نفسه مظلومًا ومضطهدًا، كونه يريد أن يرضي ذاته فقط غير آبه بالأصول الفنِّية للقصة.
ولكن لا يُقصد بهذا الكلام أن يكون الكاتب قمَّة في العبقرية والامتياز، فالمطلوب هو أن يكون لديه شيء من الفطنة والتعبير السليم وقوَّة الملاحظة ورهافة الحس، حتى يتمكَّن من نشر قصصه.
وبالطبع فإن للقصَّة أنواعًا مختلفة، فهناك قصَّة مطوَّلة، أي الرواية، وهناك قصة متوسطة قد تدخل أيضًا تحت بند الرواية، كما توجد القصة القصيرة، ولكن يراعى في كل نوع اللغة المُتقنَة، حيث من الجيد أن يبتعد الكاتب عن العبارات التقليدية وأن يتعلَّم القواعد النحوية والصرفية وأصول البلاغة على النحو الصحيح، فالتركيبات الركيكة كفيلة بأن تُنفِّر القارئ من أي قصة.
والقصة القصيرة تختلف عن الرواية من ناحية أنها تدور في نطاق حادث بسيط وتركِّز على شخصية أو هدف معيَّن، إنها ومضة يكون فيها الضوء مسلَّطًا على شيء خاص.
كما يجب التركيز على موضوع القصَّة دون أن يتخلَّل هذا الموضوع أسلوب فظ أو صياغة مخالفة للذوق.
أمَّا الأسلوب المليء بالمحسِّنات والتشبيهات والاستعارات، فلا يغني عن قوَّة الموضوع مهما كان هناك تلاعب الألفاظ، فالقصة ذات الأسلوب البسيط أيضًا تستهوي مئات القراء، المهم أن يكون الموضوع مثيرًا لانفعالات القارئ وممتعًا ومحفِّزًا لإكمال القراءة.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
القصة القصيرة هي حكاية تجمع بين الحقيقة والخيال وتُقرَأ في مدة تتراوح ما بين ربع ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وهي تستلزم نوعًا من حيوية الأسلوب وروعة التركيبات التي تصل إلى أعماق القارئ، وتهزُّ وجدانه، وتحرِّك شيئًا ما في قلبه.
وهذا ما سنعرفه من الكاتب، حيث يتحدَّث عن فنون كتابة القصَّة وأهم عناصرها وأبعادها.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
حسين القباني: أديب صحفي من التراجمة، عاش يتيمًا عاجزًا مقعدًا، ولكنَّه واصل تعليمه بطريقة ذاتيَّة وكسب المال من عمله في الترجمة، عُيِّن كاتبًا صحفيًّا، وقد ترأَّس تحرير عدد من المجلات الثقافية، وكانت له ندوة أسبوعية عرفت باسم “ندوة القباني” ورصد لها جائزة، ضمَّت نخبة من رجال الثقافة والفكر، وتخرَّج فيها أدباء لمعت أسماؤهم.
من مؤلفاته: “حول العالم في كرسي متحرك“، و”الحب في فيينا“، و”الطريق إلى القدس“.
وترجم نحو مائة كتاب منها: “كوخ العم توم”، و”الرحالة الصغيرة في ألمانيا“.