عن القراءة
عن القراءة
الحدُّ الفاصل بين التاريخ وما قبل التاريخ وبين الحضارة وما قبل الحضارة لم يكن حربًا ضروسًا ولا كارثة طبيعية، وإنما كان اكتشاف الكتابة، ومعه اكتشاف القراءة؛ ما جعل الحضارة والمعرفة البشرية سلسلة متصلة عبر القرون، وكما يقول الكاتب: “المعرفة إذًا هي محرك التقدم، ووعاء المعرفة هو الكتاب، والسبيل إلى المعرفة هو القراءة”؛ فلا عجب أن تكون الشعوب الأكثر قراءةً هي الأكثر تقدمًا، إذ إنه من المؤسف أن يُعرض الناس عن القراءة وبخاصةٍ بعد انتهاء الدراسة وأن ينشغلوا بالجلوس على المقاهي ومشاهدة التلفزيون والتسوق، ويحكموا على مواهبهم بالذبول وعلى تفكيرهم بالجمود، بينما يمكن لفكرةٍ واحدةٍ في كتاب واحد أن تغير نظرة أحدهم إلى العالم، أو تغير علاقته بالناس، أو تمنحه مفتاحًا للنجاح والسعادة إذا أحسن اختيار ما يقرأ.
لعلَّك تتساءل الآن كيف يمكن أن تصبح قارئًا نهمًا، والجواب أنك بحاجةٍ إلى دافعٍ يحرِّكك ويُحوِّل القراءة من الملل إلى المتعة، ويحكي المؤلف أنه في طفولته غشَّ مرة في لعب الكلمات المتقاطعة أحد أقربائه، فظنَّ قريبه ذاك أن الفتى عبقري في المعلومات العامة وأخبر والده، فما كان منه إلا أن ذهب بابنه في اليوم التالي إلى مكتبة دار المعارف واشترى له عدة كتب من “سلسلة المعرفة” كمكافأة، ومن يومها بدأت رحلته مع القراءة ومثَّل الموقف دافعًا له ليصير جديرًا باللقب الذي أطلقه عليه الرجل ولم يكن يستحقه بدايةً إلى أن صار –كما يُقال- دودة كتب!
إنه موقف بسيط، لكنه شكَّل نقطة تحولٍ في حياة المؤلف، وهكذا في حياةِ كلٍّ منا مواقف قد تكون أحداثًا عظيمة أو أمورًا لا يُلقي لها الآخرون بالًا أو كلماتٍ قرأناها أو سمعناها في مكانٍ ما ويمكن أن تكون نقطة تحولٍ إلى الأفضل إذا آمنا بإمكانية التغيير وأحسنَّا استثمارها بالقرارات الحازمة الصائبة، ويمكن أن تكون نقطة تحولٍ إلى الأسوأ، ويمكن أن تمر مرور الكرام وتعود بعدها حياتنا إلى ما كانت عليه، فالأمر يعتمد على قراراتنا وإرادتنا.
الفكرة من كتاب نادي القلق
ما قصة ذلك النادي الذي يضمُّ أغلب البشر تقريبًا، وكيف يمكننا الهروب منه؟ كيف يحدِّد المرء أهدافه؟ هل هناك وصفة سحرية للسعادة؟ كيف هي علاقة الشهرة والتواضع؟ في رحلتنا مع هذا الكتاب نمر بمحطاتٍ متنوِّعة نجد فيها إجاباتٍ عن هذه الأسئلة ونستكشف المزيد.
مؤلف كتاب نادي القلق
الدكتور جلال الشايب: كاتب مصري ومدرس بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ولد عام 1970 في القاهرة، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1993، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2008.
من مؤلفاته: “تاريخ العمارة الداخلية الحديثة”، و”دفتر الغضب: يوميات شخص عادي شارك في الثورة”، و”مقالات ومقولات”، ورواية عنوانها “عناق على كوبري قصر النيل”.