عن العلاج السلوكي
عن العلاج السلوكي
مرحلة الطفولة هي الفترة التي ما بين الولادة وحتى بداية المراهقة، وفي خلال هذا الوقت قد يتعرَّض الأطفال لمشكلات عديدة واضطرابات متنوِّعة، وبطبيعة الحال سنواجه صعوبةً في اكتشاف مشكلات الطفل؛ كونه غير ناضج من الأساس! لذلك ليس من الجيِّد أن نحكم على الطفل بتسرُّع، بل ويجب أن نميِّز بين ما هو طبيعي وما هو شاذ.
ويمكننا تصنيف الفئات الرئيسة لاضطرابات الطفولة على النحو التالي: مشكلات متعلِّقة بالنمو مثل النمو اللغوي وصعوبات التعلُّم، ومشكلات متعلِّقة باضطراب السلوك مثل فرط الحركة، ومشكلات متعلِّقة بالقلق مثل التجنُّب الاجتماعي، واضطرابات مرتبطة بسلوك الأكل مثل النحافة المرضية، ومتلازمات الحركة مثل مص الأصابع، واضطرابات الإخراج مثل التبوُّل اللاإرادي، واضطرابات الكلام مثل التهتهة والبكم، واضطرابات أخرى مثل ذهان الطفولة، ولكي نبدأ في برنامج العلاج السلوكي لا بد من تحديد السلوك المطلوب علاجه بشكل دقيق، حتى يتم معرفة الهدف الرئيس من العلاج وتقدير مدى التقدُّم فيه، فالعلاج السلوكي هدفه أن يحقِّق التغيرات في السلوك الذي يشتكي منه الآخرون ليجعل حياة الفرد أكثر إيجابية وصحَّة، وهو يختلف عن العلاج النفسي حيث إن العلاج السلوكي مستقل وله مسلَّماته الخاصَّة، ويتميَّز المعالج السلوكي أنه يقدم أساليب غير تقليدية ويركز اهتمامه على علاج الأعراض، فهو لا يبحث عن ذكريات الطفولة، أو عن التفسيرات اللاشعورية للسلوك، وهو كذلك لا يرى ما يراه المحلِّلون النفسيون بوجوب إزالة ما وراء الأعراض من الصراعات الداخلية المفترضة وغيرها، فالمعالج السلوكي ينظر إلى الأمراض النفسية على أنها استجابات وعادات شاذَّة نكتسبها بفعل خبرات خاطئة، أي أنه يستظلُّ تحت نظريات التعلُّم، ولهذا فالعلاج السلوكي يتطلَّب خططًا علاجية يتم تنفيذها بهدف تغيير البيئة المحيطة التي أدَّت إلى ظهور السلوك المضطرب، فلكي نقوم بعلاج طفل يشكو من اضطراب ما لا بد أن ينظر المعالج السلوكي إلى رغبة الطفل في الحصول على اهتمام خاص، أو لخبرات سيئة شعر من خلالها الطفل بالتهديد، لذا فهو يبدأ بتعليمه أساليب سليمة تمكِّنه من الحصول على مراده وضبط انفعالاته.
الفكرة من كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
إن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى معاملة خاصَّة لأن هذه الفترة تحديدًا من أعمارهم تكون حساسة وتُبنى فيها نظرتهم إلى الحياة، وقد يتعرَّضون للمشكلات النفسيَّة والاضطرابات خلال هذه المرحلة، وهنا يأتي دور الأهل في تسليط الضوء على العلاج والحلول بدلًا من الجزع والإهمال.
يعرض لنا هذا الكتاب الكثير من الأساليب العلاجية السلوكية التي من المهم أن نكون على دراية بِها لكي نتعامل مع الاضطرابات التي تحدث للأطفال والمراهقين.
مؤلف كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِِحَ كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه”، و”علم النفس والإنسان”، و”العلاج النفسي الحديث”.