عن العطاء
عن العطاء
لا يمكن أن تنمو زهرة الحب وثمرته دون رعاية لأن النمو يحتاج إلى رعاية ومتابعة مستمرة، فكلمة (أحبك) معناها أنني قرَّرت أن أتولَّى مسؤولية رعايتك، وأن أكرِّس وقتي من أجلك، وأنني سأعطيك أي شيء عن طيب خاطر، والرعاية هنا لا تعني المسؤولية المادية فقط! بل المسؤولية النفسية كذلك، لأن هذا هو المعيار الأساسي في الحب؛ فالحب هو العطاء المطلق، وهو فعل إنساني خالص، فهذا العطاء لا يخرج إلا من خلال الحب الحقيقي لأن العطاء هو أحد المؤهلات الأساسية التي تؤهِّل الإنسان أن يكون قادرًا على الحب، عن طريق إعطاء جزء من وقته واهتمامه وإحساسه لإنسان آخر، وأن يعيش معه مشاكله، وبهذا يكون الإنسان مؤهلًا أن يعيش الحب الحقيقي، لأنه قرَّر فقط واختار أن يعطي بلا مقابل، وأن يضحي عن طيب خاطر، فالحب الحقيقي لا توجد فيه شروط مسبقة.
أنا أحبك وأرعاك لأنني اخترت أن أحبك، فقراري بتكريس نفسي من أجلك غير مقيَّد، فالمحب يفيض رحمة ومودة وكرمًا ويمتزج شعوره مع شعور محبوبه في كل شيء، فإذا شعرت أنك تحب إنسانًا لما يتمتَّع به من مزايا فأنت لا تحبه، بل تحب مزاياه لأنه إذا زالت عنه هذه المزايا ستبدأ بفقد شعورك نحوه، والحب الحقيقي لا يكون كذلك، بل يكون بتقبُّل محبوبك ورعايته ككيان كامل وشامل وأن ترى فيه لا يراه الناس، وهذا الشعور الخالص والمليء بالعواطف يمثِّل أعلى قمم السعادة الروحية.
الفكرة من كتاب مشكلات عاطفية
الحب هو أقوى رابطة بين شخصين، والحب لا يخلو من المشكلات والصراعات، فلا يوجد حب صافٍ وخالص وكامل، ولكن هذه المشكلات التي تواجه الحبيبين قد تكون بوابة كبرى لمشاعر أكثر غزارة ولأحاسيس أكثر سموًّا ورفعة، المهم أن يتفهَّم كل شخص حقيقة المشاكل، ويحاول أن يعالجها مع شريكه بالطريقة الصحيحة.
مؤلف كتاب مشكلات عاطفية
الدكتور عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
في بيتنا مريض نفسي.
امرأة في محنة.
روعة الزواج.
مشكلات نفسية.