عن أم فهر

كان لأبي فهر شخصيته الخاصة بمزيجٍ من طباع مختلفة متقلِّبة، من رحمة ولطف وسرعة غضبٍ وضيق صدر، ومع ذلك لم تكن زوجته تغاضبه ولم تُذكر بينهما خلافات إلا خلافًا عابرًا مرة أو مرتين في زواج دام أربعين سنة، وكانت أم فهر نعيمة الكفراوي –وهي الحفيدة الصغرى للشيخ حسن الكفراوي شارح الآجرومية- أصغر من الشيخ بنحو ثلاثين سنة، وكانت سيدةً فاضلة هيَّأت لزوجها ما يعينه على عمله والاشتغال بتحصيل العلم ومدارسته، واعتنت ببيته في حضوره وفي غيابه كما حدث حين سُجن مرتين. وكانت تعتني بمكتبته الهائلة التي تكاد تمتد في البيت كله، وترتب كتبها دون كلل، ورفضت أن تبيعها بعد وفاته، وكانت تعتني بتلاميذه وتتفقَّد أحوالهم وتسعى في حاجاتهم وتوفر لهم ما يحتاجونه من كتب الشيخ،  وكانت تكرم ضيوفه فتعد لكلٍّ ما يفضِّله من طعام وشراب؛ حتى أن العلامة محمود الطناحي –وهو تلميذ أبي فهر وصديقه- قال عنها في دعابةٍ: “إذا كان الشيخ قد جمعنا من عقولنا، فإن أم فهر قد جمعتنا من بطوننا”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكان أبو فهر يقول عنها إنها صاحبة البركة في البيت، وكان يهاتفها كل يوم حين سافر إلى الأندلس للعلاج، ويتحدَّث عنها أمام الناس وهو يغالب دموعه، وكان له منها ابنٌ وابنة هما فهر وزُلفى.

محمود محمد شاكر، المعروف أيضًا بأبي فهر وبشيخ العربية، هو أديب وشاعر مصري، عُرف بدفاعه عن العربية وعن التراث العربي الإسلامي، ومع هذا الكتاب نتعرَّف على جانبٍ من سيرته ونشأته الفريدة، ونلقي نظرة على طرفٍ من شخصيته ومواقفه وحاله مع أهله وأصحابه، ونتعرَّف على منهجه الخاص في القراءة ودراسة الأدب.

وجدان العلي:  سيد بن علي عبد المعين، أديب وطالب علم مصري، ولد عام 1979. حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتتلمذ لعدد من أهل العلم باللغة العربية والحديث والفقه، ولزم بيت محمود شاكر –الذي يحكي عنه في الكتاب الذي بين أيدينا- أكثر من خمس سنوات.

عمل في الأدب والكتابة والتحقيق التراثي والدعوة إلى الله، ونشِطٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، وله العديد من البرامج التلفزيونية منها: “نوري”، و”الملأ الأعلى”، ومن كتبه: “صادق بكة”، و”عبودية الكون والكائنات” (بالمشاركة مع مؤيد عبد الفتاح حمدان).