عنِ الوسواس القهري

الوِسواس في اللغة يأتي بمعنى حديث النفس، أمَّا إذا نُطِق بالفتح أي (الوَسواس) فيكون وقتها اسمًا للشيطان، ومعنى القهر هو (الغلبة)، أي الشيء الذي يكون بغير رضا الإنسان، والوسواس القهري في الطب النفسي  يعدُّ من الأمراض العصابية الأكثر شيوعًا، ويأتي على شكل أفكار متكرِّرة ومزعجة تتحوَّل مع الأيام إلى طقوس قهرية، وكأن الشخص مجبر على هذه التصرُّفات حتى وإن لم يكن لها معنى! فالأفكار الوسواسية هي صور تتسلَّط على العقل وتتكرَّر على خاطر الإنسان بشكل مزعج، وللأسف فهو لا يستطيع مقاومتها حتى لو كان غير راضٍ بها! 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

والشخصية الوسواسية يكون لها سمات معيَّنة، منها: التركيز على التفاصيل والفاعلية الشديدة والإتقان الكامل للأشياء، كما تميل الشخصيات الوسواسية أحيانًا إلى إخفاء المشاعر والتحكُّم في السلوك، وإظهار التحفُّظ الدائم، وتفضيل التوقُّعات والروتين، ورؤية الأشياء من خلال اللون الأبيض والأسود فقط من دون وسطية، وربما تختلف الشخصية الوسواسية عن الإصابة باضطراب الوسواس القهري، فليس شرطًا أن تكون الشخصية الوسواسية عاملًا للإصابة بالمرض! 

حيث إن هناك فرقًا ما بين اضطراب الوسواس وما بين الشخصية الوسواسية، فالشخص الذي لديه شخصية وسواسية قلَّما يعاني ونادرًا ما يحتاج إلى المساعدة، ومرض الوسواس تكون له بداية يتذكَّرها المريض جيِّدًا على عكس الشخصية الوسواسية التي تتكوَّن بالتدريج، وعلى أي حال فالطبيب هو الذي يقرِّر الحالة.

وسبَّب الوساوس القهرية اضطراب في النواقل العصبية في المخ، أي إن السبب عضوي في الأساس، وقد لوحظ أنه يظهر عقب الضغوط الشديدة سواء كانت خاصة بالعمل أو الامتحانات أو الصدمات أو الوفاة أو الولادة، وبعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد بيولوجي ووراثي للإصابة بهذا الاضطراب.

كما أن هناك فرقًا ما بين وساوس الشيطان والوسواس القهري، إذ إن وساوس الشيطان تكون لما تشتهيه النفس وتحبه من النظر الحرام والنميمة والظلم وغيرها، أما الأفكار الوسواسية فتكون بغير رضا المريض، بل إنه دائمًا ما يحاول دفعها ويحزن بسببها حزنًا شديدًا، ويكون مجبورًا على أدائها.

إن مرض الوسواس القهري من أشد الأمراض التي قد يتعرَّض لها الإنسان، ويحتاج وقتها إلى العون والمساعدة والتفهُّم ممن حوله، لأنه يُصارع آلامًا نفسية لا حصر لها! 

كما أن درايته بأبعاد المرض تُعدُّ خطوة جيِّدة حتى يتعامل مع حالته النفسية بالشكل السليم، ففي هذا الكتاب يعرض لنا الدكتور محمد شريف سالم كل ما يخصُّ مريض الوسواس بشكل مُبسَّط ويسير.

محمد شريف سالم: مصري الجنسية، وهو أخصائي الطب النفسي، تقع عيادته في مدينة الإسكندرية بمصر.
من مؤلفاته: “وسواس الطهارة والصلاة“، و”الطفل العنيد، المشكلة والحل“.