عنِ المرأة
عنِ المرأة
العالم يتقدَّم يومًا بعد يوم ويتطوَّر في كل شيء ولكن على الرغم من ذلك، فما زال البعض يريد من المرأة أن تكون أسيرة للفراغ، باعتبارها شيئًا شديد الخطورة والفتنة، وهذا لم يرد في ديننا الحنيف، بل هي كائن يقاسم الرجل في الحياة والعيش على هذه الأرض.
وللأسف فالمرأة مُراقبة من قِبل أعين موحشة، تُفسر حتى تصرفاتها البريئة بشيء من الشر، لذلك أصبح النساء يتحاشين حتى الابتسامة العفوية لأن الأنفس الضعيفة تُفسِّر هذه الابتسامة بالحب والغرام.
هذا وما زال البعض يقيس الواقع على ما يراه في التلفاز، فنجد نظرة بعض الأشخاص إلى المرأة الخليجية -على وجه الخصوص- بأنها تترفَّه معظم الوقت وتنسى بيتها بالإضافة إلى كونها محاطة بالخدم! وهذا للأسف ما دسَّته بعض المسلسلات الخليجية في العقول، ولكن الواقع ليس هكذا، فهناك نماذج في غاية الرعاية والاهتمام بأسرهنَّ وأزواجهنَّ، ومع ذلك ما زلنا نجد بعض الشباب العربي ينظرون إلى فتيات أوطانهم بشيء من التقليل والاستهانة! مع أن كل امرأة في هذا العالم تهتم بزوجها وأولادها حق الاهتمام فلا داعي لأي نقاش عقيم في هذا الشأن، فمن المعروف أن المرأة هي مصدر الرعاية وعنوان الرقة، أمَّا ما عدا ذلك فحالات فردية واستثنائية.
إن المرأة تُقدِّم لك كلَّ شيء بجلد وقوَّة، وبخاصَّةٍ أمك التي ترعاك بكل ما تملك، فحتى هذه اللحظة لم يستطع أحد تفسير تلك العلاقة السامية بين الأم ووليدها.
وإلى الآن ما زالت المرأة تحتاج إلى تقدير الكثير من حقوقها في مسائل الطلاق والحضانة والجنسية، وهذا ما يستلزم وعي النساء بحقوقهنَّ التشريعية والقانونية والتنظيمية، فالمرأة أصلها كائن مؤثر وفعَّال وليس مصدرًا للشر والفتنة، فقد كانت قائدة في العديد من المجالات منذ عصر الرسالة، لذا لا يصح كبت قدراتها وإمكانياتها الذاتية، فلا غنى لكل العالم عن المرأة.
الفكرة من كتاب الدنيا… امرأة!
على الرغم من أن الإسلام كرَّم المرأة وحفظ لها حقوقها، فما زال البعض يُعامل المرأة على أنها كائن لا يحق له التحرُّك والظهور برأيه وكيانه، بل ويعتبرون قضيتها موضعًا للنزاعات والحروب، وكأنها سلعة فكرية! بينما المرأة هي الأم والأخت والابنة والقريبة والجارة؛ إنها مصدر العطاء والحنان، وقد علمنا بتحريم الإسلام لوأدها الجسدي، فهل جئنا الآن بالوأد المعنوي لنقهرها؟
مؤلف كتاب الدنيا… امرأة!
تركي الدخيل: دبلوماسي، يعمل في مجال الإعلام والصحافة، ويشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات العربية المتحدة، صدر تعيينه بأمر ملكي في 10 فبراير 2019، وقد تلقَّى تعليمه الجامعي في جامعة الإمام محمد بن سعود، من أبرز مؤلفاته: “كيف تربح المال بأقل مجهود”، “سعوديون في أميركا”، “ذكريات سمين سابق”.