عنِ الطلاق
عنِ الطلاق
الطلاق ظاهرة اجتماعية، مُشرَّعة في ديننا الحنيف، وتحدث من بعده تبعات نفسية واجتماعية واقتصادية، وإذا جئنا لتعريف الطلاق كمصطلح فهو في اللغة يأتي بمعنى حل القيد والإطلاق والترك والمفارقة والإرسال، وكل هذه الكلمات تصب في مجرى التخلص من الروابط والقيود بدلالة رفع القيود التي كانت على المرأة في بيت الزوجيّة، ويُعرَّف شرعًا بأنه رفع قيد النكاح في الحال أو المآل بلفظ مخصوص، وهو من الأحكام التي تترتب على الزواج الصحيح، أي إن الزواج لو كان غير صحيح من الأساس، فسوف نقول بمصطلح فسخ العقد الفاسد الذي وقع، لا بمصطلح الطلاق، أمّا الطلاق المبكر فهو الذي يحصل بعد زواج قصير دام لثلاثة أيام أو أسبوع أو شهر أو ما قد يصل إلى عامين تقريبًا.
إذًا فما أسباب انتشار الطلاق؟ وتحديدًا ما أسباب وقوعه في العام الأول؟ إنّ هذا الموضوع يتعرض للتحليل والدراسة والإحصاءات من جميع الجهات لا سيما بعد ظهور الطلاق المبكر وتفشيه في المجتمع، وقد أُجريت إحدى الدراسات على عدد من المُطلِّقين والمُطلقات، أدت نتائجها إلى حصر بعض أسباب الطلاق التي جاء من ضمنها: عدم وجود حوار داخل الأسرة، وبخل الزوج وارتفاع الأسعار، وكذلك مشاهدة برامج تنافي القيم والأخلاق عبر وسائل الإعلام مما يؤدي إلى الخيانة الزوجيّة. هذا وقد عُنِيَت دراسات كثيرة بموضوع الطلاق، وتم الوصول إلى نتائج أُخرى منها: جهل الشريك بمعنى الحياة الزوجيّة وغياب التوافق والنزاع المستمر، أو الضعف الجنسي وتدخلات أهل الزوج، أو سفره خارج البلاد.
ولذلك يجب الأخذ بالحسبان أن الاختيار الصحيح منذ البداية يصنع الفارق، إذ إن التدقيق قبل الزواج وخلق مساحات للصراحة التامة والوضوح يسهم في استقرار الحياة في ما بعد، كما أن النظرة الواقعيّة غير الحالِمة تقلل من وقع المشكلات والخلافات على النّفس، فاللجوء إلى الطلاق ليس سهلًا على الإطلاق، وهو لا يعود بالضرر فقط على الزوجين بل على الأبناء إن وُجِدُوا، ويُخلِّف آثارًا نفسيّة عديدة داخل أنفسهم.
الفكرة من كتاب الانفصال العاطفي.. أسبابه وعلاجه
إنّ موضوع الأسرة موضوع مهمّ جدًّا، فهي اللبنة الأساسيّة في حياة الناس، وصلاح المجتمع عمومًا من صلاح الأسرة خصوصًا، بيد أن أية أسرة بطبيعة الحال تكون مُعرَّضة لموجات من الضعف وعدم الاستقرار، بل إن في عصرنا الحالي كثيرًا ما تتأثر الأُسر بالمشكلات وتقلّ أسباب تماسكها مع تسارع الزمن، وهذا مما يجعل معدلات الطلاق في ازدياد يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، لذا كان من الجدير نشر التوعية بِما يخص الطلاق وأسباب انتشاره والآثار المترتبة عليه.
مؤلف كتاب الانفصال العاطفي.. أسبابه وعلاجه
محمد محروس: كاتب مصريّ الجنسيّة، يمتهن الصيدلة وهو متخصص في النوع الإكلينيكي منها، وهو صاحب رواية هردبيس.