عنِ الحبّ

لكل إنسان أسباب واحتياجات تدفعه إلى البحث عن شعور الحبّ، ولكننا لا بد أن نتحلّى بالصدق مع مشاعرنا حتى نفرق بين حاجتنا إلى الحب وحاجتنا إلى إشباع رغبات أخرى معيّنة، لذا فكّر معي لماذا نحبّ؟ بالطبع لن تطرأ الإجابة على ذهنك مباشرة لأن هذا السؤال يحتاج إلى التعمق داخل النفس والصراحة التامة مع الذات، كما أن الإجابة تختلف من شخص لآخر، لأن احتياجات النّاس متفاوتة ومتنوعة، كما تختلف طباع البشر وشخصياتهم.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

والحبّ ليس له ميعاد بعينه، إذ إننا لا نستطيع أن نقول عنه قد تأخر أو أتى مبكرًا عن أوانه!

فهو يحدث بتقدير الله تعالى في الوقت المناسب، ومن العجيب أن يوجد أناس يشتكون ليل نهار أنهم لم يجدوا الحبّ الحقيقي بعد! بل وقد يبحث البعض عن الحبّ عنوة، في حين أن هناك فئة يديرون له ظهورهم تأثرًا بمخاوف أو تجارب سابقة، ولكن في كل الأحوال سواء هربنا منه أم استعجلناه فهو يحدث في الوقت الملائم لنا، لذا لا داعي أبدًا للتورط في علاقات عابرة أو افتعال مشاعر كاذبة، بل من الضروري أن نشغل أوقات فراغنا ونصون قلوبنا إلى أن يأتي من يستحقها، فإذا أتى من يستحق قلوبنا علينا أن نعلم أن منح الحبّ ليس سهلًا، بل يحتاج إلى التنازلات والتغاضي والرعاية المستمرة للمحبوب والتماس الأعذار، ناهيك بأهميّة معرفة طباع الطرف الآخر ومنحه الوقت والجهد الكافي، كما يحتاج الحبّ إلى التواصل باللغات المختلفة، بالكلام أو الأفعال أو الهدايا، فكل شخص لديه مفتاح يمكنك من خلاله النفاذ إلى قلبه، والحب الحقيقيّ هو القدرة على التآلف والانسجام والتناغم وسط كلّ الظروف.

مع العلم أن طرائق تعبير الرجل عن الحب تختلف عن طرائق تعبير المرأة، فالرجل يستكين ويستريح حين يصل إلى الحبّ ويعتبره نقطة نهاية لتعبه، بينما المرأة تعتبره بداية لإكمال حياتها وخيالاتها، وهذا مما يسبب بينهما الصراعات أحيانًا، فالرجل يميل إلى الأساليب العمليّة وطبيعة حياته تجبره على ذلك، لذلك لن يستطيع التقاط التفاصيل الصغيرة مثلما تفعل المرأة المدفوعة بفطرتها تجاه العواطف والمشاعر والعطاء.

جميعنا نطمح للوصول إلى الحبّ ونعتبره أولوية في حياتنا، فمهما أنكرنا هذا الشيء سنظل نتمناه! 
ولكن ما مفهوم الحب الحقيقي؟ لقد غاب عنّا معنى هذا المصطلح وتأثرنا بكثير من المظاهر حولنا بل أصبحنا نهاب ونخاف العلاقات الزوجية، ونرى أنها عبء أكثر من كونها مصدر دفء في الحياة، ولا أخفي عليكم سرًّا، لا توجد قواعد أساسية ومطلقة للحبّ، ولكن هناك علامات وإشارات وشواهد تساعد على تنظيم الحياة التي نطمح إلى أن نعيشها.

حسام مصطفى إبراهيم: كاتب وصحفي ومحرر ومدقق لغوي، تخرج في كلية التربية جامعة المنصورة، وهو عضو اتحاد الكتاب، وصاحب مبادرة اكتب صح لتعليم اللغة العربية منذ 2013، وقد عمل مستشارًا للغة العربية بوزارة البترول سابقًا. 

من مؤلفاته: “بتوقيت القاهرة“، و”كتاب التعافي”، و”لولا وجود الحب”.