عندما يُفقد الأب
عندما يُفقد الأب
قد يصل الزوج والزوجة إلى طريق الانفصال، فيقرر كلّ واحد منهما أن يسلك مسلكًا مختلفًا عن شريكه، وهنا يحصل التفكك للأسرة ونلاحظ اضطراب أفرادها، فعلى الرغم من أن الطلاق ربما يكون اختيارًا صائبًا في النهاية، فإنه مؤلم للوالدين والأبناء، والابن عندما يبتعد عن والده يشعر بالوحدة وربما يمرض ويشعر بالغمّ ويرقد في فراشه متألمًا، والطلاق يؤثر أيضًا في مستقبل الأولاد، لذا فهو يحتاج إلى التدرّج والتمهيد للطفل، وللزوجين أن يتفقا بخصوص هذا الابن وألا يحرمه أحدهما رؤية الآخر.
فتأثير حضور الوالد كبير جدًّا، وهو رفيق أطفاله الذي يأنسون به، وغيابه بأي طريقة يؤثر فيهم بالسلب، فقد يغيب الأب بسبب عدم رغبته في الحياة مع الزوجة، أو بسبب مشاغله، أو بسبب بقائه مع رفقة السوء، أو بسبب لا مبالاته، وغيرها من الأسباب، ولكن.. على كلّ حال لا فرق بين غيابه الطويل أو القصير، فكلاهما يؤدي إلى الآلام والتبعثر، ولكن الأم الشريفة والعفيفة الملتزمة يأتي دورها هنا لضبط توازن الأسرة رغم انحراف الأب، وتقع عليها مسؤولية مضاعفة، لأنها ستؤدي الوظيفتين معًا.
وقد يقع الأب في بعض الأخطاء مثل الانشغال الطويل عن البيت، أو عدم الالتزام بتعاليم الدين، أو التلفّظ بألفاظ بذيئة، أو الاتّصاف بسوء الظن والحقد وكراهية الناس!
فهذا كلّه يولّد صفات سيئة لدى صغيره، ناهيك بالعنف، حيث يكون الوالد مشغولًا خارج بيته ثم يدخل وينفجر على أبنائه في البيت ويخرج غضبه عليهم، إلى أن تضيق الحياة بالطفل المسكين ويفكّر بالهرب، نعم.. فهذا ما يحدث من الأطفال بسبب قسوة المعيشة مع الأب وكثرة النزاعات في المنزل.
ولكن.. هل يعني الكلام السابق أن يُفرِط الأب في المحبة والعطاء والدعم؟ بالتأكيد لا، فهذا أيضًا أسلوب تربوي خاطئ، لأنه يجعل الطفل مدللًا غير آبه بأي مسؤوليات.
الفكرة من كتاب دور الأب في التربية
تحتاج الأبوّة إلى الموازنة ما بين الحزم وإظهار العواطف والحنان، وهي عالم مليء بالمسؤوليات والتنازلات والتضحية، ولكن.. هل كلّ والد يُعتبر جديرًا بهذا اللقب فعلًا؟
هذا ما سيوضحه لك الكتاب، بالإضافة إلى أنه سيكشف لك كثيرًا من أسرار الأبوة السويّة وأساليبها.
مؤلف كتاب دور الأب في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”دور الأم في التربية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.