عندما يمرض تفكيرنا
عندما يمرض تفكيرنا
يختلف البشر في تقديرهم للأمر الواحد وميولهم، ويختلفون في نظرتهم إلى الشيء الواحد، وقد أثبت العلماء ذلك عن طريق تجارب كثيرة بأنهم أتوا بأشخاص متعددين وصورة لحذاء ملون، وأجاب كلٌّ منهم بأنه يراه بلون مختلف عن الآخر على الرغم من أنه حذاء واحد، لكنهم اختلفوا في استيعابهم، وبالتالي اختلفوا في نتيجته، وهناك تفكير يسير بشكل طبيعي وهناك من يشذ عن الطبيعي فيصبح كما يسميه بعض علماء النفس “ذهانًا”، ويسميه الناس دون علم “جنونًا”، وقد قال الكاتب عن مفهوم الذهان كما رجحه العديد من العلماء “إن الذهان يختلف في جوهره وفروعه عن أي سلوك سوي، بل إن السلوك الذهاني له أصل وخصائص لا يمكن مقارنتها من أي وجه بأي سلوك سوي”، ومرض آخر اسمه “العصاب”، وقد فرق العلماء بينهما بأن الذهان هو بشكل تام يفصل الشخص عن شخصيته والواقع المحيط به ولا يشعر بذلك فيدفعه إلى الجنون، أما مرض العصاب فيفصل الشخص عن بعضٍ من شخصيته وواقعه مهما زاد مرضه، ويظهر عليه غرابة السلوك فقط لكن ليس بشكل دائم كما أنه في المنتصف بين السواء والذهان، وقد انتشر بيننا مصطلح العقدة النفسية بمفهوم خاطئ لأن الناس أطلقوه على كل شخص شذَّ في تصرُّفه، وقد سماه العلماء “العُقدة” وترجموا لكلمة (Complex) بالإنجليزية لأن نقيضها كلمة الحل، أي أنه قابل للحل، وهذا الشخص صاحب العقدة هو شخص راغب في فعل الشيء لكنه عاجز عن فعله لأسباب يغفل من حوله عنها فيُظهر السلوك بشكل شاذ، وهذا يعود بنا إلى أن أصل العلة النفسية هو تكوين مفاهيم فكرية معينة مرتبطة بالشكل والمضمون.
الفكرة من كتاب التفكير عند الإنسان
تعدَّدت استخدامات التفكير في حياة الإنسان حتى دعانا ذلك إلى التفكير في التفكير ذاته والبحث عن ماهيته، ويدور هذا الكتاب حول التفكير عند الإنسان وفي حياته وماذا يُقصد بالتفكير، وإن اختلف التفكير بين إنسان وآخر كان المشترك بينهما هو أن نتيجة التفكير دائمًا ما تؤول إلى تغيير وحل.
مؤلف كتاب التفكير عند الإنسان
أحمد فائق ولد 8 أغسطس 1936، حاصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس وماجستير ودكتوراه في علم النفس، عمل أخصائيًّا نفسيًّا بوزارة الصناعة، ومدرس علم النفس بجامعة عين شمس، ومن مؤلفاته: “جنون الفصام”، و”مدخل إلى علم النفس”، و”التحليل النفسي بين العلم والفلسفة”، وله العديد من الأبحاث التى نُشِرَت في الدوريات العلمية.