عندما لا يكون المزيد كافيًا
عندما لا يكون المزيد كافيًا
عندما تمتلك الممتلكات وتسيطر عليك، لا تكون حينها أنت المالك، فتكدسها بغير هدف، المهم أن تشعر بالأمان لوجودها، والشره في الحصول عليها يزيد نهمك، فما زال هناك ما لم تحصل عليه بعد! سبب هذا أنك تربط قيمة نفسك بما تملك، وكلما زاد أصبحت تشعر بالرضا أكثر، وهذا ما لم يحدث. فالقيمة تنبع من وجودك ذاته، أنت لا تحتاج إلى تكديس الممتلكات للحصول على الحب والقبول، والتفكير بطريقة (إما أبيض وإما أسود)، فإما الكثير من الممتلكات أو تكون فاشلًا خطأ محض، فأنت لست ما تملك، أنت تحتاج إلى البحث عن المتع في الحياة اليومية وتقدير متع الحياة البسيطة، بدلًا من السعي دومًا إلى بهجة الحصول على (المزيد).
الوقت ليس متأخرًا لتبدأ في الامتنان لما لديك، وعليك أن تستمتع بالأشياء البسيطة التي تملكها وتعتبر وجودها من المسلمات في حياتك وأنك تستحقها، فالامتنان الحقيقي لا يتعلق بما تملكه أو أين تعيش، وإنما بالتمتع بالحرية الشخصية وتقدير أبسط متع الحياة.
عندما تبدأ النظر إلى مفردات حياتك السابقة باعتبارها أمورًا ينبغي الامتنان لوجودها ستتغير حياتك واهتماماتك، وسيجعلك الامتنان مهتمًّا ومركزًا على ما هو مهم، دون الالتفات إلى التفاهات، إذ إن الامتنان هو جوهر الوصايا اليومية الست، وينبغي أن نتعلم النظر إلى الحياة بأعين ممتنة، فما نشعر به داخلنا يحدد ما تراه أعيننا.
لذا عليك بإعداد قائمة لما تشعر بالامتنان له لتساعدك خلال أوقات الخوف والقلق وتشوش الرؤية، فاذكر عشرة أشياء على الأقل يمكن أن تكون شاكرًا لها بحق لأن إعداد هذه القائمة بمثابة إقرار متكرر بالامتنان، وإذا لم تستطع فعل هذا عن طيب خاطر؛ فتظاهر بفعله، وابدأ في التظاهر بالامتنان وبعد فترة ستشعر بذلك على نحوٍ حقيقي.
فلا بدَّ أن تجعل الامتنان توجهك الذهني، وعندما لا تشعر بالامتنان تنقص من إنسانيتك وتتعامل على أن كل ما هو ملكك حق أصيل لك، فالسعادة ليست في ما تملك ولا في الظروف التي تحيط بك، بل يحددها إطار تفكيرك ونظرتك إلى الحياة، فبإمكان الامتنان أن يبدل نظرتك إلى الحب والحياة وحتى الصعاب.
الفكرة من كتاب الوصايا اليومية الست
إن التعبير عن الحب يعني القدرة على رؤية أكثر احتياجات الآخرين خصوصية وسرية، والتعامل معها باهتمام كما لو كانت احتياجاتك أنت..
هذا الكتاب يرشدك إلى تحقيق التوازن بين الرفاهية والغاية، أي بين الطموح المهني والربح المادي من جانب، والإنجاز الشخصي والمعاني العميقة للحياة من جانب آخر، وبمعنى أدق: يرشدك إلى المنطقة الوسطى بين الإنجاز المادي والإنجاز الروحي دون إضافة أي التزامات تثقلك. من خلال ستة مبادئ أو استراتيجيات بسيطة من شأنها تغيير حياتك ومساعدتك على تعزيز رؤيتك الشخصية وتبني منظور إيجابي كل يوم، والتواصل مع ذاتك الداخلية، وبوسعك دمج هذه المبادئ أو التركيز على واحد منها فقط إن كان وقتك لا يسمح ولا مسؤولياتك، بالتركيز عليها جميعًا، المهم أن تعمل بجدٍّ وتركيز.
مؤلف كتاب الوصايا اليومية الست
جون تشابلير John Chappelear: كاتب يتمتع بخبرة ثلاثين عامًا في الإدارة التنفيذية وإقامة المشروعات، وقد أسس شركته الأولى في واشنطن العاصمة وهو في الثلاثين من عمره، وظهر في البرامج التليفزيونية والإذاعية المحلية والقومية التي تسعى على الدوام إلى استضافته.
له كتابات كثيرة في الصحف والمجلات بجميع أنحاء البلاد، فضلًا عن عضويته في مجالس إدارات العديد من المؤسسات الخدمية وغير الهادفة إلى الربح، وقد تلقى خطاب إشادة من الرئاسة الأمريكية تقديرًا لالتزامه تجاه مجتمعه.