عندليب الإمبراطور
عندليب الإمبراطور
قديمًا عاش إمبراطور صيني في قصر فخم للغاية امتدت حدائقه إلى غابة أقام فيها طائر من طيور العندليب، حسن الصوت جميل الغناء إلى درجة أن كُتبت فيه الأشعار والكتب، ولما قرأ الإمبراطور في كتاب أن العندليب هو أفضل وأروع ما في القصر أمر حاشيته بالبحث عنه وإحضاره إلى القصر للغناء، ولم يكن يعرف من الحاشية مكان العندليب إلا خادمة المطبخ فدلَّتهم عليه وتلقت المكافأة، وجيء بالعندليب ليغني في القصر الإمبراطور فأُعجب الإمبراطور به حتى سالت الدموع منه تأثرًا، فاكتفى بها العندليب كجائزة له، وقرر الإمبراطور إبقاء العندليب في القصر وجمع له خدمًا يقومون على حاجته، ولم يكن ذلك يعجب العندليب، وذات يوم أُهدِيَ الإمبراطور هدية، كانت عندليبًا صناعيًّا من الجوهر والذهب يغني آليًّا بصوت شجي دون ملل أو تعب أو تغيير، فاهتم الجميع بأمره ونسوا العندليب الحقيقي مما أغضبه فهرب من القصر، وفي يوم من الأيام توقف العندليب الصناعي عن الغناء واحتاج إلى الإصلاح لكنه لم يعد كما كان، إذ تقرر تشغيله مرة واحدة في العام فقط حفاظًا عليه، وبعد خمس سنوات شعر الإمبراطور بدنو أجله وظل في فراشه مريضًا متروكًا من الجميع يتمنى لو أن يغني له العندليب الصناعي ولكن ما من أحد يقوم بتشغيله، وفجأة جاء إليه العندليب الأصلي وغنى له حتى تحسَّنت صحته وذهب عنه الذي كان فشكره وطلب منه البقاء في القصر، لكن العندليب فضَّل أن يظل حرًّا طليقًا ووعده بالمجيء إليه للغناء من وقت إلى آخر.
تعلمنا القصة أن جوهرنا الداخلي أو طاقتنا لا يمكن إشباعها أو رفع معدلها بشيء زائف كالقهوة والمسكرات مثلًا، وأن السلطة في العمل (الإمبراطور في القصة) يمكن أن تلجأ إلى الأعلى أداءً والأقل تكلفة وتغضَّ النظر عن الموهبة والإبداع الحقيقي، هذا لا يجب أن يقتل فينا الموهبة أو يجعلنا نتحوَّّل إلى شيء آخر لا نرضى عنه ولكن يدفعنا إلى التوازن وعدم التأثر بمسايرة الناس للشائع وسعيهم لإرضاء المكانة والمسؤول على حساب مصلحة العمل والصواب كما أهملوا العندليب الأصلي واهتموا بالصناعي.
الفكرة من كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل
تستلهم ميتي نورجارد العبر والحكم في ست قصص خيالية من قصص هانز كريستيان أندرسون وتسقطها على بيئة العمل والحياة المهنية بهدف رفع كفاءة مستوى الحياة المعيشية، فتجد أن كل شخصية وكل حدث في القصة يرمز إلى شيء ما في حياتنا أو يمثل شخصية بعينها في العمل.
مؤلف كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل
ميتي نورجارد Mette Norgaard: مدربة دنماركية، حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال والدكتوراه في التطوير والتنمية البشرية، وشاركت في تأليف كتاب “TouchPoints: Creating Powerful Leadership Connections in the Smallest of Moments”.
معلومات عن المترجم
شكري مجاهد: كاتب ومترجم مصري حصل على الدكتوراه عام 1997م، وعمل أستاذًا للأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، وكان رئيسًا للمركز القومي للترجمة في العام 2015.