عناية رسول الله ﷺ والسلف بصلاة الفجر
عناية رسول الله ﷺ والسلف بصلاة الفجر
كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يُحفِّز الناس على البقاء في المسجد إلى طلوع الفجر، ليصبح هذا الوقت برنامجًا تربويًّا إيمانيًّا عظيمًا يبدأ به المؤمن يومه، فيُطيل في الصلاة نسبيًّا عن باقي الصلوات، ثم يتحدَّث إلى أصحابه، أو يلاطفهم بالأسئلة، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول أذكار الصباح ويشجِّع أصحابه على قولها قبل طلوع الشمس، فإن القلوب تكون نقيَّة في هذه اللحظات، والعقول منفتحة، والملائكة شاهدة، والبيت بيت الله، والكلام كلام الله، فتخيَّل نفسك تبدأ يومك بهذا البرنامج الإيماني، كيف سيكون يومك مع الله (عز وجل)؟ وكيف سيكون حالك مع الناس في تعاملاتك؟ بلا شك إنها بداية رائعة هادئة مُجدِّدة للإيمان.
وقد أدرك الصالحون قيمة هذه الصلاة، فما ضيَّعوها وما تخيَّلوا أحدًا قد يضيِّعها، فمن مواقفهم (رضوان الله عليهم) أن بيعة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد وفاة الصدِّيق (رضي الله عنه) كانت بعد صلاة الفجر، فصلُّوا جماعة وأخذوا القرار المصيري، فلا شك أنه سيكون موفَّقًا لأن القرار في بيت الله وبعد صلاة الفجر وهذه لحظات مُباركة، وكانوا أيضًا يحرصون على بَدء القتال بعد صلاة الفجر، وليس قبلها حتى لا تضيع عليهم، فهذا خالد بن الوليد (رضي الله عنه) لم يكن يبدأ قتاله إلا بعد صلاة الفجر، فكانوا يُكيِّفون الدُنيا، كُلَّ الدُنيا على مواعيد الصلاة، ولا يُكيِّفون موعد الصلاة على شيء آخر.
وكان أنس بن مالك (رضي الله عنه) يبكي كُلما تذكَّر فتح “تُستر”، وذلك لأن المعركة ظلت مُستمرة إلى أن طلعت الشمس ففاتت عليهم الصلاة، فكان يبكي (رضي الله عنه) لضياع الفجر مرَّة واحدة في حياته، وكانت تلك المرة وهو يُقاتل في سبيل الله!
الفكرة من كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
إنه لمن السهل أن يدَّعي المرء الإيمان، وأن ينطق كلمة الإسلام بلسانه، ولكن من الصعب أن يتأكَّد من حقيقة هذا الادِّعاء في قلبه، فالمؤمن الحق هو من وافق قولُه عملَه، لهذا فقد فرض الله (سبحانه وتعالى) على عباده اختبارات مُعينة تكشف عن خبايا النفوس، وهذه الفرائض غرضها إظهار الصادق من الكاذب، ولتكون حُجَّة على من ادَّعى، وهذه الفرائض لا تخرج عن حيِّز قدرة الإنسان واستطاعته، ومن هذه الفرائض: صلاة الفجر.
فما مكانة صلاة الفجر؟ وما وقتها الصحيح؟ وما الوسائل المُعينة على الحفاظ عليها؟ تأتي الإجابات عن تلك الأسئلة وغيرها من خلال هذا الكتاب.
مؤلف كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
راغب السرجاني، داعية إسلامي مصري مهتم بالتاريخ الإسلامي ومشرف على موقع “قصة الإسلام”، ولد بمصر عام 1964م، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه في جراحة المسالك البولية والكلى، ويعمل الآن أستاذًا مساعدًا في كلية الطب جامعة القاهرة، له إسهامات دعوية وعملية عديدة، حصل على المركز الأول في جائزة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) لعام 2007، وينطلق مشروعه الفكري “معًا نبني خير أمة” من دراسة التاريخ الإسلامي دراسة دقيقة مستوعبة.
من مؤلفاته:
فلسطين حتى لا تكون أندلسًا أخرى.
رسالة إلى شباب الأمَّة.
العلم وبناء الأمم: دراسة تأصيلية لدور العلم في بناء الدولة.