عملية النقل
عملية النقل
للتثبت من عملية النقل قسمت الأخبار تقسيمًا هرميًّا، فالأدنى رتبة خبر الواحد، والمتوسط خبر الآحاد -أي العدد القليل- محاطًا بالقرائن التي تدعم صحته، والأعلى درجة هو التواتر، ومعنى التواتر هو الكثرة والانتشار، وتلك “كثرة الموثوقية لا العشوائية”، إذ إن كثيرًا مما يتناقله الناس بل ويجمعون عليه يكون أحيانًا مزيفًا، وكثير من الوقائع يتم تزييفها عمدًا ولا تنكشف حقيقتها إلا بعد سنوات وعقود، والدارس لعلم الاجتماع يدرك تكوين الوعي الجمعي وسهولة توجيهه والتأثير فيه، إذ مما يؤثر في عملية النقل الأوهام الجماعية، والعادات والشائعات.
لذا وللتمييز بين السند والأسطورة مثلًا كان علينا أن ندرك أولًا أن “الخبر هو وسيلة لنقل المعارف لا لإثباتها”، وهو نقل لواقعة حسية وليس لرأي فيها، فغاية الناقل نقل الخبر كما سمعه فينتهي إلى الحس، عندها لا يكون التشكيك في المنقول، بل في تفسيرنا نحن للمنقول، وهذا هو “الفرق بين الاجتهاد والثبوت”، فالثابت هو الخبر والتفسير ما يُجتهد فيه، ولا بدَّ أن يكون الحس الذي يتوقف عليه النقل سليمًا، فإذا كانت مشاهدة فلا بدَّ أن يكون المُشاهد سليم النظر، ولا يكفي سلامة الحس بل وملاءمة الوسط كذلك، فسليمُ البصر إن كان في الليل وعلى مسافة بعيدة لا يوثق بمشاهدته لعدم ملاءمة الوسط.
الفكرة من كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
بدأ الكاتب في دراسة الدين في سن صغيرة، فبدأ أول ما بدأ مع تفسير الإمام القرطبي رحمه الله، الذي تميز في تفسيره بعرضه للآراء المختلفة ومناقشتها، فتعلم منه أن هناك آراء ونقاشات، وهذه النقاشات تبرز الرأي القوي وتدعم صحته، ويتضاءل بها الرأي العليل وتُدحض حجته، والمسلم الحق يُسلم لله، إذا أمره فعل، وإن نهاه انتهى، إنما يكون النقاش في فهمنا نحن عنه، وهل قد ثبت عنه سبحانه هذا الأمر أو النهي حقًّا؟
يسترسل الكاتب في هذا الكتاب مع أفكاره من خلال فهمه الشخصي للدين عبر رحلة حياته، ومن ثم مع العلوم التي كونت تلك الأفكار، ليصل إلى إجابة سؤال كيف وصل إلينا هذا الدين؟
مؤلف كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
علاء عبد الحميد: كاتب وداعية مصري، ولد عام 1984م، تخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تلقى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وتخصص في المذهب الحنفي، له عدد كبير من المحاضرات والدروس، بالإضافة إلى عدد من المؤلفات منها:
الطريق إلى معرفة الله.
حديث نفس.
العقيدة الوسطى.
سمت الوصول.