عملية الإبداع
عملية الإبداع
ترتبط عملية الإبداع برغبتنا العميقة لحل مشكلات غير معتادة، أو تعديل وضع لا نرضى عنه، فنبذل قصارى جهدنا لكي نصل إلى فكرة حل غير عادية، تلك العملية البسيطة في وصفها أصعب مما تبدو، ولهذا يعدُّ العباقرة والمبدعون على الأصابع، وقد يولد المرء مبدعًا بالفطرة، ولكن كأي نشاط بشري يمكن تعلُّم الإبداع بمعرفة مبادئه وكيفية تطبيقها مع طول ممارستها، ومرة أخرى نكرِّر أنه لا إبداع من دون عمل جاد.
لقد شبَّهنا عملية الإبداع بسلم له ست درجات: الأولى هي مرحلة الإلهام، وفيها تولد الأفكار بكميات هائلة دون قيود أو نقد، والثانية هي مرحلة التوضيح، نركِّز بها على أهدافنا التي نريد بلوغها ومعنى أفكارنا، أما المرحلة الثالثة فيأتي فيها دور انتقاء الأفكار المناسبة ليقل فيها عدد الأفكار التي معنا من البداية، ثم المرحلة الرابعة نختار من بين الأفكار المنتقاة أفضلها، وننفِّذها على المشكلة، وبعد متابعة وتسجيل آثار الفكرة المنفَّذة يأتي دور المرحلة الخامسة وهي التقييم، ويمكن أن نعيد النظر في الفكرة برمَّتها، وأخيرًا مرحلة التطوير المستمر للفكرة.
تتقاطع تلك المراحل الست في عملها ولكنها تتمايز بعضها عن بعض، ثم يأتي التقييم بعد التوضيح أو يمارس التطوير في كل المراحل، ولكن تحتفظ مرحلة الإلهام ببعض الخصوصية، ويبقى الحاكم على هذا التقاطع هو سمات التفكير الخاصة بكل مرحلة كما سيتم إيضاحها، ولكننا نلاحظ أيضًا أن التفكير الإبداعي لا يخطو نفس خطوات التفكير المنطقي، فعند وقوفك أمام مشكلة أو موقف غريب، يعجز التفكير المنطقي أمامه، يأتي التفكير الإبداعي ليقفز بك إلى زوايا غير مرئية.
الفكرة من كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
عندما نواجه مشكلة يتوجَّب علينا حلها، نسمع دائمًا عبارات من قبيل: “فكِّر خارج الصندوق”، “كن مبدعًا”، “اذهب حيث يخشى الناس أن يذهبوا”، وكلها تحاول تحفيز نزعة التفكير الإبداعي لدينا، وكأن الأفكار وحي يهبط من السماء دون مجهود، ألسنا نتخيَّل الأشخاص المبدعين في مجالاتهم والعباقرة لا يبذلون ما يكفي من الجهد مقارنةً بالآخرين؟
على عكس الشائع تمامًا، يتطلَّب الإبداع مجهودات كبيرة، وعلى الأشخاص المبدعين دفع الثمن، فالأفكار الإبداعية في نهاية سلم، نصعد عليه درجة درجة، فما تلك الدرجات التي تمثِّل مراحل عملية الإبداع؟ كيف نتحلَّى بالسمات اللازمة لكل مرحلة؟ هل تنتهي عملية الإبداع بمجرد الوصول إلى فكرة؟ وما الأخطاء التي يقع فيها غير المبدعين؟
مؤلف كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
جيف بيتي: خبير بريطاني رائد في مجال التدريس، عمل مستشارًا في أكثر من 500 كلية ومدرسة، أمضى 28 عامًا في التدريس والتدريب، شارك في عدة مؤتمرات عالمية، ولذلك يتمتَّع بسمعة كبيرة، ومن أهم كتبه:
التدريس اليوم.
التدريس القائم على الأدلة.
معلومات عن المترجم:
سامي تيسير سلمان: تخرَّج في كلية الإدارة الصناعية، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة يال البريطانية، وقدَّم العديد من الدورات والموضوعات والمقالات في مجالات الإدارة المختلفة، وله عدد من الكتب المترجمة، مثل:
كيف تنمِّي قدرتك على حل المشاكل.
كيف تنمِّي قدرتك على تحفيز الآخرين.