على من يقع عبء العنف في الريف
على من يقع عبء العنف في الريف
قد يظن القارئ أو حتى الباحث عندما يقرأ مصطلح العنف الريفي أن الحديث سيكون عن عنف الفقراء ضد السلطات أو عنفهم ضد بعضهم البعض، فالفلاحين هم الفقراء بالنسبة إليهم كصورة نمطية غالبة، غير أن المقصود هو عمليات العنف التي تمارس ضد الفلاحين من أصحاب السلطات الرسمية والشبه رسمية. يستطرد الكتاب بتقديم بعض الشواهد الجزئية من الستينات لحالات سلوك عنيف ضد الفقراء من جانب كبار ملاك الأرض في الريف المصري، مع تميز تلك الحالات بكونها لا يتم تسجيلها رسميًا بشكل كبير لوجود حالات اكراه على الصمت بشكل غير تام؛ حتى يتم استغلال حالات العنف كأداة للترهيب في المستقبل، بالاضافة إلى ثقافة من الخوف موجودة لدى المجنى عليهم بسبب السيطرة المادية والمعنوية للجناة في القرية التي تجعل لديهم القدرة على طمس المعالم الحقيقية لقدراتهم. تلك الشواهد التي يُستقرأ منها أن معظم حالات العنف تدور حول مسألة النزاع على الأراضي وما يستتبعه دور الأرض في القرية من سيطرة اقتصادية واجتماعية. ودون افتراض أن هذه الحالات تعتبر حالات نموذجية مميزة للريف المصري، وكذلك دون التركيز على الجوانب المادية النفعية فقط من السيطرة على الأراضي، يتساءل الكاتب عن السبب في أن الدراسات الأمريكية عن التنمية السياسية الريفية خلال الفترة الناصرية لا تكاد تقول شيئًا عن موضوع مثل هذا العنف ومتسائلا عن مدى قدرة البحوث على معالجة مسألة العنف.ومن خلال قراءة متأنية لنصين من النصوص الأمريكية الرئيسية، نجد أن العلماء السياسيين قد طوروا أساليب كتابة وافتراضات نظرية عن السلطة السياسية والدولة أدت بشكل لا مفر منه إلى استبعاد أي عنف كهذا من الصورةـ، فهم إما كانوا يتعاملوا مع تلك المسائل المتعلقة بالعنف الريفي كتفاصيل ضمن اطار أوسع للبحث وبالتالي فهي أمور ثانوية مهملة لا داعي لتحليلها أو أنها تفاعلات فردية لا علاقة لها باستغلال ممنهج من الطبقات ذات السلطة الأعلى اعتمادًا على وجود فروق طفيفة بين تلك الطبقات، وهو ما أثبت الكتاب خطأه، أو أنهم قد فسروا أعراضه كدليل على شيئ مختلف أو انشؤوا موضوع التحليل بطريقة لا تسمح أبدًا بظهور الأعراض، كالاعتماد على الاستبيانات بشكل كبير أو الاعتماد على عينة من احدى الطبقات الموجودة في القرية واهمال الأخرى وإما أن يتم تجاهل تلك الأحداث وتمريرها إلى قطاعات تستهدف مقاومة حركات الاصلاح الزراعي في الحالة الناصرية. وكنتيجة لذلك فقد فشل العلم السياسي في رؤية بعض المشاكل الأساسية للعجز والتفاوت والتي يواجهها مصريون كثيرون.
الفكرة من كتاب مصر في الخطاب الأميركي
يحلل الكتاب أربعة أنماط مختلفة من الكتابة الأمريكية الحديثة عن مصر. وهي تتناول جوانب مختلفة لاسلوب تمثيل مصر، مع أن جانبًا كبيرًا من التركيز ينصب على الريف المصري وتتداخل موضوعات عديدة، خاصة موضوعات السلطة السياسية والدولة، من فصل إلى الفصل الذي يليه. وينتقد الكتاب بوجه عام افتراض دور المتفرج من قبل الباحث والقارئ على متحف قديم الأزل يحكي الحياة الزراعية التي لم تتغير، متبعًا بذلك نفس الاسلوب الذي استخدمه الكاتب في كتابه اللاحق والذائع الصيت “استعمار مصر”.
مؤلف كتاب مصر في الخطاب الأميركي
“تيموثي ميتشل” هو عالم سياسي بريطاني ودارس للعالم العربي، وبالأخص منهم مصر، وهو أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا وأستاذ سابق للعلوم السياسية في جامعة نيويورك. بالاضافة إلى أنه خبير في الاقتصاد المصري المعاصر، وساهم في نظرية ما بعد الاستعمار.
معلومات عن المترجم:
“بشير السباعي” شاعر ومؤرخ ومترجم مصري. نقل عن الروسية والإنجليزية والفرنسية نحو سبعين عملاً إبداعيًّا وفكريًّا. حاصلٌ على جائزة أفضل الملمين بالروسية وآدابها من المركز الثقافي السوفيتي بالقاهرة (1971). وحاصل على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب دورة 1996، عن أفضل ترجمة عربية عام 1995. حاصلٌ على جائزة مؤسسة البحر المتوسط للكِتاب (2007).وحاصل على جائزة رفاعه الطهطاوي من المركز القومي للترجمة (2010). وحاصل على جائزة كافافي الدولية للترجمة (2011).