علم يُنتفع به
علم يُنتفع به
شعر الدكتور عمر بارتياح كبير حينما جمع بين ممارسة الطب، والعمل أستاذًا جامعيًّا، فهو من جهة عمل في المجال الذي يحبه، ومن جهة أخرى سلك طريق العلم والتعليم، إذ كان يعاين المرضى ويستقبلهم ويزورهم في الأجنحة، وهذا التطبيق العملي أعانه على الوقوف أمام الطلبة، واستعراض الحالات أمامهم، كما سنحت له الفرصة بأن يخلو بأبحاثه، ليحضِّر المحاضرات التي سيلقيها في قاعة الدرس.
وكان يؤمن بأن التدريس عملية تبادلية، وليس مجرد إلقاء محاضرات وحشو معلومات، وأن على الأستاذ التهيؤ للمحاضرة كأنه سيلقيها أمام كبار أهل العلم، وتشجيع الطلاب، والتعامل معهم كما لو أنهم أبناؤه، وجعْل أسئلتهم سببًا للبحث، وتجنّب العبوس والتقطيب كمحاولة لإظهار قوة الشخصية، والتزام التواضع الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، كما حاول أن يرسخ بين طلابه أن طلب العلم درب نحو الجنة، وأن الإنسان خليفة الله في الأرض، يحمل مسؤولية تعميرها وتطويرها ونشر الخير والإحسان في ربوعها، إذ كان يؤمن بأن العملية التعليمية يشتبك فيها العلم مع الخلق، والمعرفة مع الإيمان، والعبادة مع العمل.
وفي عمله طبيبًا، كان حريصًا على الإصغاء الحقيقي إلى المرضى، ومنحهم كامل الاهتمام عبر التواصل البصري الدافئ معهم، وإبعاد أي حواجز تفصل بينه وبينهم مثل جهاز الكمبيوتر، وإشعارهم بحرصه على شفائهم، وإبداء الاحترام والتوقير لهم، وكتمان أسرارهم، كما كان حريصًا على بيان الحالة بلغة إيجابية، تتوسط التهويل والتهوين، ولأنه يعلم أن الطبيب يتخذ قراراته بناءً على موازنات دقيقة، داوم على التعليم الطبي، ومعرفة الجديد داخل الأروقة العلمية من خلال حضور البرامج التدريبية والورش والمؤتمرات العلمية، كما اهتم بأسلوب التعليم المبني على حل المشكلات، لأنه مرتبط بالواقع والمشكلات الحقيقية، وينمي لدى الطلاب مهارات التفكير، والإحساس بأنهم ليسوا مجرد متلقين، بل مشاركون فعالون في العملية التعليمية، ومن الأمور التي لفتت انتباه الدكتور عمر لفترة طويلة، وأخذ يحاور طلابه وزملاءه حولها، تقنية النانو تكنولوجي، إذ كتب وحاضر عن استخداماتها الطبية.
الفكرة من كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
من جالس العلماء ازداد علمه وحسن أدبه، واليوم لدينا جلسة مع أحد علماء الأمة العربية والإسلامية، وهو الدكتور عمر بن عبد العزيز آل الشيخ، استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، والعضو السابق بهيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ينقل لنا في هذه الجلسة جوانب من مسيرته الحياتية، لعلها تنير دروب الأجيال الصاعدة، فهي سيرة مفيدة للدارس، مطمئنة للمريض، باعثة للهمة، وتهدف إلى المشاركة الإيجابية في نهضة بلاد العرب والمسلمين.
مؤلف كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
عمر بن عبد العزيز آل الشيخ: استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، وعضو سابق في هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، وُلد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في عام 1951م، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة فيينا في عام 1983م، ثُمَّ حصل على الزمالة الألمانية لتخصص الأمراض الجلدية من جامعة بون في عام 1989م
وتولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد منذ عام 1994م حتى عام 2009م، وأطلق جائزة عمر بن عبد العزيز آل الشيخ للبحث العلمي وخدمة المجتمع في عام 2012م، كما له عديد من المقالات المنشورة في المجلات العلمية والعالمية، والعديد من المحاضرات في مجال تخصصه.