علم نفس فرويد
علم نفس فرويد
يرى سيغموند فرويد أن النفس هي غرائز تطلب الإشباع، والبيئة المادية مجالها، إذ لا روح ولا إله ولا غيب من وراء هذه المادية الكثيفة، فالغرائز واللاشعور والطاقة الجنسية هي الإله الحاكم، والإنسان مدفوع بقوة قهرية ولا يملك إلا تبرير رغباته والبحث عن وسائل مقبولة لإشباعها.
إن علم النفس التجريبي الذي يخرج الإنسان من بيئته ليدخله المعمل ويخضعه للتجارب، يعدُّ من باب الخطأ- كما يرى الكاتب- فالنفس تستعصي على التجريب وهي كلٌّ لا يقبل التجزئة، وما قدمته هذه المدرسة كأساليب للعلاج كانت كلها أنواعًا من المسكنات والتنويم المغناطيسي والإيحاء والتنفيس واللعب، وكل تلك الأمور الأشبه بالملهيات أو المهدئات، فهي لم تغير من النفس شيئًا بل قبلت وجود العلة النفسية على حالها.
لكن الإسلام ينطلق مع النفس من موقف حرية لا جبرية، فالفرد يختار لنفسه فهو ليس مقهورًا لشيء والنفس قابلة للإصلاح والتغيير، ويكمن الفرق بين نظرتيْ علم النفس والدين في افتقاد علم النفس للشمولية وسجنه لنفسه داخل إطار الخبرة المادية واللذة الحسية.
أما المنهج الإسلامي فهو يبدأ في إصلاح النفس بعدة خطوات أولها تخلية النفس من عاداتها المذمومة، وثانيها التوبة وقطع الصلة بالماضي، وثالثها مجاهدة الميول النفسية المرضية، ولكن تلك المجاهدة لا تؤتي ثمارها إلا بطلب العون والاستعانة بالله والخضوع والتسليم له سبحانه، فتحدث المعجزة ويتحول القلق إلى سكينة والفزع إلى أمن.
الفكرة من كتاب السؤال الحائر
يتناول مصطفى محمود في هذا الكتاب عدة قضايا عبارة عن تأملاته الشخصية في أمور نفسية واجتماعية ودينية، فيتساءل أين نجد السعادة الحقيقية والحب، وهل الفن من الأمور المحرمة وما حقيقة الحياة بعد الموت، وكيف لعلم النفس أن يقوم بتجارب معملية على الإنسان؟ وغيرها من القضايا المحيرة التي يحاول الكاتب الإجابة عنها.
مؤلف كتاب السؤال الحائر
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي 2009.
كتب أكثر من ثمانين كتابًا في مجالات متنوعة، وقدَّم أكثر من 400 حلقة في برنامجه التلفزيوني “العلم والإيمان”.
من مؤلفاته وكتبه: “محاولة لفهم القرآن – الذين ضحكوا حتى البكاء – الروح والجسد – الأحلام”.