علم الراحة
إن الراحة الحقيقية ليست مجرد تزجية للوقت في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، ولا البقاء لساعات وأيام في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي دون قصد محدد، وليست الاهتمام بالراحة هروبًا من العمل والواجبات، بل هي تأكيد على اهتمامنا بعملنا الذي نسعى للعودة إليه -بعد كل راحة- بكامل تركيزنا والتزامنا.
يبحث الكاتب في علم الراحة، ويحاول إيجاد الطريقة التي ساعدت بها الراحةُ الأشخاصَ المنجزين على القيام بأعمال عظيمة، وكيف يمكننا أن نطبق ذلك على حياتنا، ويمكننا تفسير أهمية الراحة وقيمتها في حياة المبدعين من خلال ما بينته نتائج أبحاث النوم في السنوات الأخيرة، والأبحاث في علم النفس السلوكي والأعصاب، من أفكارٍ حول الدور الكبير الذي تؤديه الراحة المنظمة في تقوية الدماغ وتحسين القدرة على التعلم والتركيز، وهذه الأبحاث تظهر لنا بالتفصيل كيف يكون التأثير التفاعلي للراحة في العمل، خلال يومنا وعلى مدار حياتنا، وكيف تحفز بعض أنواع الراحة قدرتنا على الإبداع والابتكار المستدام، وعندما أجرى عديد من علماء الأعصاب التجارب التي تبحث في تأثير الراحة في الدماغ،
وجدوا أنه يكون نشطًا في فترات الراحة ويستمر في عمله بشكل افتراضي، من خلال نشاط أجزاء مترابطة في المخ تستأنف عملها عندما يتوقف الناس عن التركيز على إنجاز مهام خارجية، وهذا يلفت الانتباه إلى إحدى خصائص المخ البشري المثيرة، إذ يواصل العمل في فترات الراحة كما هو الحال عندما ينخرط في التفكير والعمل، وبما أن العقل في سكونه يستهلك طاقةً أكثر مما نتوقع، فإنه يحتاج إلى الحصول على راحة كافية لينمو وينتج بشكل صحي سليم.
الفكرة من كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
غالبًا ما تُحدثنا الكتب عن المبدعين والعظماء وطريقتهم في العمل الدؤوب وتنظيم أوقاتهم، ولكن لا تتطرق تلك الكتب إلى دور الراحة في ما حققه هؤلاء من إنجازات وتاريخ، وإن ذكرت الراحة فيُشار إليها على أنها أمر زائد على الحاجة ورفاهية غير لازمة، ولهذا فكثيرون منا يهتمون بالعمل وكيفية تحسينه، دون البحث عن طرائق لتحسين تعاملهم مع أوقات الراحة، ولأننا ندرك أهمية العمل سيكون من الضروري أن نعرف تأثير أوقات الراحة الصحيحة في تطورنا في عملنا وحياتنا على المدى البعيد.
هدف الكاتب أن يساعدنا بهذا الكتاب على منح الراحة مكانتها التي تستحقها بجانب قيمة العمل، ويقدم طرائق عملية لأنواع مختلفة من الراحة مأخوذة من أنماط حياة الشخصيات التاريخية الأكثر إنجازًا وإبداعًا وانضباطًا في حياتهم، والذين ساعد اهتمامهم بالحصول على أوقات للراحة على عيش حياة أكثر رضًا ونجاحًا وإنتاجية، ومهما ذكر من فوائد على المدى القصير للعمل المفرط والتقليل من الحصول على الإجازات، فلن يساوي تأثيراته السلبية، كقصر عمر الحياة المهنية للشخص، وزيادة التشاؤم والقلق ونقص الرغبة في المبادرة الشخصية.
إننا عندما نحصل على حقنا في الراحة لا نكون أصحاء هادئين فقط، بل نكون أكثر إبداعًا وإنتاجية ونعيش حياة مشبعة.
مؤلف كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
أليكس سوجونج – كيم بانج: مؤسس شركة ريستفول، وأستاذ زائر في جامعة ستانفورد ويعمل مستشارًا في وادي السيليكون، تنشر مؤلفاته في بعض المجلات مثل ساينتفيك أمريكان، وذا أتلانتك، وسلات، وويرد، وأمريكان سكولار.
ومن مؤلفاته المنشورة:
The Distraction Addiction: Getting the information You Need And The communication You Want, Without Enraging Your Family, Annoying Your colleagues, and Destroying Your Soul.
Empire and the Sun: Victorian Solar Eclipse Expeditions.