علم الاقتصاد.. الحكاية وما فيها
علم الاقتصاد.. الحكاية وما فيها
إذا تتبعنا أهم المحطات الفاصلة في التاريخ الاقتصادي للبشر نجد أن عصر ما قبل الإقطاع كان البشر ينقسمون إلى سادة يملكون كل شيء، وعبيد لا يملكون شيئًا، أي كانت حياة اقتصادية بدائية، إلى أن انتقل التاريخ البشري بعد ذلك إلى عصر الإقطاع؛ عصر استبدل فيه الملاك والفلاحين بالسادة والعبيد، وكان يقصد بالملاك في ذلك الوقت المالك والنبلاء والكنيسة، في حين كان يطلق على الفلاحين لقب عبيد الأرض، حيث كان الملك يوزع على النبلاء الأرض وتكون هي ومن يعملون فيها ملكًا لهذا النبيل، يورثها لمن بعده، والفلاح يعمل ليأكل فقط، ويلتزم بالدفاع عن مالك الأرض “النبيل”، كما أن الملك كان يعتمد على النبلاء في الحروب وكذلك الكنيسة كانت تأخذ الضرائب من الناس أو تبيعهم صكوك الغفران مقابل وعد بالجنة!
أما عن أولى بوادر التحرر؛ فقد ظهرت مع بدايات القرن الخامس عشر، حينما بدأت الكشوف الجغرافية وانتعشت حركة العمل في المواني والتجارة، حيث فرَّ الفلاحون من الإقطاعيات إلى العمل في التجارة، ومن هنا حدث تحول مهم، حيث أصبح للعامل أجر وأصبحت الأرض سلعة تُباع وتشترى، مما كان سببًا في نشوء ما يسمى بـ”طبقة البرجوازية”، وهي الطبقة الوسطى بين النبلاء والفلاحين، وكانوا من التجار الذين زاد نفوذهم يومًا بعد الآخر، إلى أن هددوا عرش طبقة النبلاء وحظوتهم لدى الملك.
وفي حدث من أهم الأحداث درامية وتأثيرًا على التاريخ البشري بدأت إرهاصات عصر السوق “الرأسمالية” بالظهور مع بدايات القرن السادس عشر بالتوازي مع دعوات على الجانب السياسي بالاتجاه نحو الليبرالية والحرية، مما كان له الأثر في خلق أهم دعائم الرأسمالية على الإطلاق ألا وهي فلسفة الملكية الفردية والحرية الشخصية، والتي جسدتها المقولة الفرنسية الشهيرة “دعه يعمل دعه يمر”.
الفكرة من كتاب خطواتك الأولى نحو فهم الاقتصاد
إن الخبرة الإنسانية تسبق العلوم، فالعلم يأتي مدونًا للخبرة، ومستخلصًا للقوانين الحاكمة للسلوك البشري، ومن هنا كان دور آدم سميث مؤسس علم الاقتصاد الحديث عبر أطروحته الفريدة “ثروة الأمم”، والتي كشف فيها عن المبادئ الأساسية لعلم الاقتصاد المعاصر.
عبر عدة أفكار رئيسية يحدثنا الكاتب عن علم الاقتصاد في محاولة للكشف عن هويته، والنشأة الدرامية لهذا العلم، مع إلقاء الضوء على أشهر مقياس للنمو الاقتصادي، وأهم نظريات التنمية الاقتصادية والمقارنة بينها.
مؤلف كتاب خطواتك الأولى نحو فهم الاقتصاد
جاسم سلطان: طبيب ومستشار ومدير للتخطيط الاستراتيجي لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
عكف على دراسة قضية النهضة قرابة عشرين عامًا، ثم أطلق مشروعه الفكري الذي يهتم بإعادة ترتيب العقل العربي كي يفهم الواقع ويحسن اتخاذ القرارات.
له العديد من المؤلفات والكتب منها:
التفكير الاستراتيجي والخروج من المأزق الراهن.
من الصحوة إلى اليقظة.. إستراتيجية الإدراك للحراك.
الذاكرة التاريخية.. نحو وعي استراتيجي بالتاريخ.