علم الأدوات المكتبية

علم الأدوات المكتبية
بالنظر إلى لوحات المفاتيح -الخاصة بالكمبيوتر أو حتى الهاتف- نلاحظ للوهلة الأولى أن ترتيب الأحرف يبدو عشوائيًّا، إلا أن العلم لم يترك مجالًا للعشوائية، إذ يعود الأمر إلى عصور الآلة الكاتبة، فقد وزعت الأبجدية حسب معدلات استخدامها والنبضات الكهربائية المستخدمة في نقل الرسائل وما إذا كانت النبضات طويلة أم قصيرة، وتعد «شفرة مورس» مثالًا على ذلك.

ويستخدم الجميع الورق يوميًّا باختلاف أشكاله وأحجامه دون أن يلتفت إلى معنى وحدة قياسه، المعروفة بالـA4، وتعود تلك التسمية إلى اتفاقية منذ العصور الوسطى، استخدمت التسلسل “A” الذي يبدأ بـA10 وهو الحجم الأصغر، وينتهي بـA0 وهو الحجم الأكبر، بحيث يمثل كل رقم في التسلسل نصف حجم الرقم الذي يسبقه.
إن رصاص الأقلام في الأصل مزيج من الجرافيت والطين ومواد أخرى، وفي البداية كان يُغلَّف الجرافيت بقماش لحماية الأيدي والملابس من الاتساخ به، حتى جاء شخصان إيطاليَّان وغلَّفا الجرافيت بالخشب، ثم طُوِّر في ما بعد على يد الفرنسي نيكولا جاك كونتي | Nicolas-Jacques Conté ليصبح شبيهًا بقلم الرصاص المستخدم الآن.
أما أقلام التلوين الخشبية فتُصنع من أصباغ كيميائية كالأصفر الذي يستخرج من كبريتيد الكادميوم، والأبيض المستخرج من الزنك أو أكسيد التيتانيوم، بينما يستخلص الأزرق من التسخين الشديد لمعادن مثل الألومنيوم والصوديوم، واستدعت صناعة الأقلام ضرورة اختراع أدوات أخرى كالممحاة، وإن كانت كتابة القلم رواسب من فتات الجرافيت، فإن المطاط المكوِّن للممحاة يلتف حولها ويفصلها عن الورق ويزيلها.
وحتى لاصق الملاحظات يفسر العلم طريقة عمله، فما يمكّننا من لصق ورقة الملاحظات ونزعها ثم إعادة لصقها مرة أخرى هو تحرير كبسولات الغراء الموجودة بداخلها في كل مرة يُضغط عليها أو تنتزع، ولذلك تقل كفاءتها بعد فترة لانخفاض مخزون الكبسولات بها، والمثير للإعجاب أن الغراء الأكثر التصاقًا في العالم تنتجه بكتيريا تسمى «كاولو باكتر كريسنت».
الفكرة من كتاب لماذا الشوكة لا مذاق لها؟ وأسئلة فضولية أخرى لتفهم العلوم وأنت في المنزل
أحيانًا ينظر الإنسان إلى شيء يعيش معه منذ أعوام عدة، وربما يتناوب يوميًّا على استخدامه، ثم يطرق عقلَه فجأة سؤالٌ بشأن ماهيته أو طريقة عمله، لا يعرف من أين أتى السؤال ولا سبب انبثاقه في عقله، وفي الوقت ذاته لا يملك القدرة على صرفه أو الانصراف عنه أو حتى إجابته.
هذه الأسئلة البدهية الوليدة الفضول، العميقة المدى، يقدم الكتاب إجابات شافية تُسكتها، ومعلومات ربما لم يخطر لك في يوم أن تعرفها، إلا أنك بلا شك سترحب بمعرفتها.
مؤلف كتاب لماذا الشوكة لا مذاق لها؟ وأسئلة فضولية أخرى لتفهم العلوم وأنت في المنزل
دايفس بلوتشي: عالم فيزيائي ومعلم وكاتب وصحفي وناشر، وُلد في فيجنولا عام 1977، وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، يعمل حاليًّا باحثًا في علوم وتكنولوجيا المواد في جامعة مودينا وريجيو بإيطاليا، ويُجري أبحاثًا في مجال المواد الحيوية للأطراف الصناعية والطب التجديدي، ويُدرِّس الرياضيات والفيزياء في المدارس الثانوية، وله كتاب آخر بعنوان: «Guida ai luoghi geniali. Le mete più curiose in Italia tra scienza, tecnologia e natura per piccoli e grandi esploratori»
معلومات عن المترجمة:
منة ناصر: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وتعمل في الترجمة لدى مؤسسة «The Castle for Training & Translation»، ومن الأعمال التي ترجمتها:
شاطئ العزلة.