علم اجتماع الصلاة
علم اجتماع الصلاة
كل المخلوقات الحية مجبولة على أداء نوع معين من الطقوس الاجتماعية، والإنسان ليس استثناءً من ذلك إنما يؤدي العديد من الطقوس منذ وُجِد على الأرض باختلاف البيئات التي عاش فيها ومدى تعقيد تلك الشعائر، وباختلاف الهدف من وراء تلك الطقوس وارتباطها بدين معين من عدمه، وقد حاول العلماء فكَّ أسرار ميل الإنسان إلى الشعائر بدارسته اجتماعيًّا ونفسيًّا، حتى أتتهم المفاجأة من العلم الذي راهن عليه رواد العلمانية والملحدون أنه سوف يلغي الشعائر، ألا وهي البيولوجيا.
يدلِّل الكاتب أن عقل الإنسان مقسم إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأدنى الذي يشترك فيه مع باقي المخلوقات والمسؤول عن الحاجات الأولية، ومن ضمنها أداء الطقوس، والدماغ الأعلى الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات ويجعله قادرًا على التجريد والانتقال بتلك الطقوس -التي تبدو رتيبة وبلا هدف- إلى أبعاد تتجاوز بعدها المادي القريب، وما بينهما الدماغ الأوسط المسؤول عن تحويل هذه الطقوس إلى شعائر تمسُّ القلب وتجعله يحلِّق في أبعاد أعلى لا يقوى على التفكير فيها أي مخلوق آخر.
وعند الحديث عن الصلاة ودورها المجتمعي يظهر أمامنا فريقان، أحدهما منتسب إلى الدين ويرى الصلاة أمرًا هامشيًّا يخصُّ عامة الناس وينشغل بالتنظيرات الأخرى، وفريق مستهزئ لا يرى للشعائر بشكل عام دورًا، وإن كان لها فهو يمكنه تحقيقه دون أدائها.
على أنه لا يمكن أبدًا تجاوز مفهوم الشعائر ودورها المحوري في الوعي الجمعي لغالبية المنتسبين لأي دين من الأديان، وبخاصةٍ الإسلام، وكل حديث من فئة يتعالى على دور الشعائر وأثرها وينشغل بالتعقيدات العقلية العليا، أو يحاول تجاوزها ورسم شعائر أخرى يقول إنها تفضي إلى نفس الهدف، ينساه الزمان مهما بلغ من تعقيد وأثر في وقته، يُنسى كأن لم يكن عند الغالبية من المنتسبين للدين وتظلُّ حبيسة الأرفف، بل إن التاريخ يقرِّر أنه كلما اقترب أحد من الشعائر فإنه يقترب بالضرورة من الناس، وكم حدث تمرير أفكار عبر بثِّها في الشعائر، لأنه لا يستطيع أن يحيا إنسان دون شعائر.
الفكرة من كتاب المهمة غير المستحيلة الصلاة بوصفها أداة لإعادة بناء العالم
“كان من المؤلم جدًّا أن الناس لا يصلون.. ولكنه كان من المؤلم أكثر، أنهم إذا صلوا، ربما لا يتغيرون..”!
يهدف الكاتب في هذا الكتاب إلى توضيح دور الصلاة ليس فقط لكونها شعيرة أساسية للدين، وإنما تمتد لتشمل حياة الفرد المسلم كلها، والتي إذا تم تطبيقها كما شرعها الله (عز وجل) فإنها سوف تحدث تغييرًا شاملًا في حياة الفرد والأمة.
مؤلف كتاب المهمة غير المستحيلة الصلاة بوصفها أداة لإعادة بناء العالم
الدكتور أحمد خيري العمري: طبيب أسنان عراقي المولد، صدر له العديد من المؤلفات التي تقدم رؤية جديدة تتجاوز الجمود السائد وتتحفَّظ ضد التجديد المنحل، ومن أهمها: “البوصلة القرآنية”، و”استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة”، وسلسلة “كيمياء الصلاة”، بالإضافة إلى بعض الأعمال الروائية مثل “كريسماس في مكة”، و”بيت خالتي”.