علامات الإجهاد
علامات الإجهاد
إننا بالتأكيد لا نملك تغيير صعاب الحياة، ولكننا قادرون على أن نطوِّر من شخصياتنا لنتغلَّب على هذه الصعاب بالطريقة السليمة، وقد نسأل أنفسنا: ما علاقة المواقف التي تتطلَّب تكيفًا معينًا بارتفاع ضغط الدم؟
إن هذا من الأمور التي تحدث فسيولوجيًّا للإنسان، تقوده إلى أن يتفاعل غريزيًّا بالتنشيط اللاشعوري لاستجابة المواجهة أو الهروب، ما يسبِّب له فرط التوتر وارتفاع ضغط الدم، إذ إن الإنسان يستجيب لهذه الأحداث المُجهِدة فطريًّا، لا سيما أن مجتمعنا بات يُعرِّضنا لكثير من المواقف التي تؤثر بنا، والجهاز العصبي السمبثاوي يعمل بإفراز هرمونات معيَّنة مثل الأدرينالين، أو الإبينفرين، وهذه الهرمونات تحدث تغيرات فسيولوجية تتمثَّل في زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومعدَّل أيض الجسم، أمَّا الاسترخاء فقد يسهم من تهدئة الجهاز العصبي بشكل مذهل ويمكِّننا من وقاية أنفسنا من فرط التوتر وغيره من الأمراض، فقد أصبح من الضروري أن نحاول التكيُّف مع التغيرات في بيئتنا بالاستجابة للاسترخاء، لأنه مع انتشار فرط التوتر ارتفعت حالات الوفاة بسبب اعتلال القلب والسكتة الدماغية.
إن السيطرة على الأفعال العقلية يمكنها أن تغير الآليات اللاإرادية في الجسد أو آليات الجهاز العصبي المستقل، كما أكدت الدراسات أن مخطط كهربائية الدماغ واليوغا والتأمل يُحدث تغيرًا في النشاط الكهربائي للدماغ، وقد سعى بعض الأشخاص إلى طرق مختلفة للاستجابة للاسترخاء إما عن طريق جسم مسترخٍ ومستريح أو تمارين جسدية شاقة، مع الالتزام بالانضباط والتدريبات الطويلة حتى تحدث النتائج اللازمة.
وقد تختلط على البعض التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالتأمل والنوم، بالتأكيد هناك تشابه قليل بين الحالتين، حيث إنهما تشتركان في نقص استهلاك الأكسجين، ومع ذلك أيضًا يوجد اختلاف في معدَّل نقص الاستهلاك لكلٍّ منهما، وتزداد موجات ألفا (وهي موجات دماغية بطيئة في شدَّتها وتردُّدها) أثناء ممارسة التأمل، وهذه الموجات توجد عندما يشعر الناس بالاسترخاء، ولكنها لا تحدث في النوم، لذا فإن عملية التأمل ليست مثل النوم ولا يمكن أن يكون أيٌّ منهما بديلًا عن الآخر أو أن يعوضه.
الفكرة من كتاب فنُّ الاسترخاء
قد يبدو مصطلح الاسترخاء غريبًا علينا في هذه الأيام، ليس لأننا نجهل معناه، بل لأنه بالفعل أصبح شيئًا صعب المنال، ومع ذلك لا بد أن يكون الإنسان حريصًا على أن ينال قدرًا من الراحة في ظل مشكلات الحياة والضغوطات المختلفة، وعن هذا الموضوع يدور هذا الكتاب الذي بين أيدينا
مؤلف كتاب فنُّ الاسترخاء
هربرت بنسون: ولد في 1935 في الولايات المتحدة ، وهو طبيب قلب أمريكي، ومؤسس معهد طب العقل والجسم في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، وعضو مؤسس في المعهد الأمريكي للإجهاد، وقد أسهم بأكثر من 190 مطبوعة علمية و12 كتابًا.
من أبرز مؤلفاته: “ثورة الراحة“، و”تأثير العقل والجسم“، و”اهتم لقلبك“.
معلومات عن المترجمة:
رفيف كامل غدار: مُترجمة لعدة كُتب أجنبية، من ضمنها الكتاب الشهير لأوليفر ساكس “الرجل الذي حسب زوجته قبَّعة”، و”دليل المتزوجين والمقبلين على الزواج” لهارييت ليرنر، و”علم الفراسة” لروز روزتري.