علاقة علي بالنبي وأهل بيته
علاقة علي بالنبي وأهل بيته
كان عليٌّ من أحب الناس إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، والأحاديث في ذلك متواترة، منها ما ورد عن النبي في غزوة خيبر أنه قال: “لأعطين الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه”، فلما كان الغد، دعا عليًّا فأعطاه الراية ففتح خيبر، فهو ابن عم النبي وربيبه وبديله في الفراش يوم الهجرة وزوج ابنته العزيزة السيدة فاطمة الزهراء، ونصيره الذي أبلى بلاءً حسنًا في جميع الغزوات، وأرسله النبي لدعوة أهل اليمن واستخلفه على المدينة في غزوة تبوك، فقد كان – رضي الله عنه – ملازمًا للنبي – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، فهو معلمه الذي علمه فقه الدين.
وكانت علاقة عليٍّ بالصحابة – رضوان الله عليهم – علاقة زمالة ينوب فيها الواجب مناب الألفة، فلا هي إلى ألفة حميمة ولا إلى عداوة وبغضاء، فقد حارب مع أبي بكر في حروب الردة، وكان يحفظ لأبي بكر مقامه ويقدمه على نفسه، وكذلك علاقته بالفاروق كانت قائمة على النصح والإخاء، وكان يأخذ برأيه ويستشيره في أمور الخلافة، وكان عمر بن الخطاب يقول كلما استعظم مسألة من مسائل القضاء الصعبة: قضية ولا أبا الحسن لها؛ لأنه كان في هذه المسائل يتجاوز التفسير إلى التشريع، كلما وجب الاجتهاد بالرأي والقياس الصحيحين، والأمر كذلك مع “ذو النورين” عثمان – رضي الله عنهما -، وكانت علاقته بالخصوم علاقة حسد ظاهر وبغض غير مكتوم، أما علاقته بسائر الناس فهي علاقة غريب يجهلونه ولا يعرفون جوهره؛ فتفرقوا بين محبين ونافرين.
وكان – رضي الله عنه – نعم الزوج لزوجته فاطمة، راعيًا لمقامها ومقام أبيها – صلى الله عليه وسلم – فلا يُقارن بها أخرى ولم يتزوج عليها في حياتها، وكان يتحرى من الأمور ما يسرها فيلزمه ويستبين من الأمور ما يغضبها فيهجره، ولقد أنجبت له الحسن والحسين سبطي رسول الله وسيدي شباب أهل الجنة، فقد كان بحق نعم الأب لأبنائه، وكانت معيشته معيشة الزهد والكفاف، يطحن لنفسه ويأكل الخبز اليابس ويلبس من الرداء ما يرعد فيه، وقد مات وليس في مُلكه إلا القليل وهو خليفة المسلمين.
الفكرة من كتاب عبقرية الإمام علي
“لقد تربى علي بن أبي طالب في البيت الذي خرجت منه الدعوة الإسلامية، وعرف العبادة من صلاة النبي وزوجه الطاهرة قبل أن يعرفها من صلاة أبيه وأمه”.. يتناول العقاد شخصية الإمام علي بالدراسة والتحليل من جهة الفكر تارة، ومن جهة العاطفة تارة أخرى، فهو الإمام ذو الفطنة؛ فعلمه غزير وقوله فصل وحكمه عدل ونطقه حكمة، وهو الفقيه الزاهد الثابت على الحق، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
مؤلف كتاب عبقرية الإمام علي
عباس محمود العقاد: أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، يعدُّ أحد أهم كتَّاب القرن العشرين، ساهم على نحو كبير في الحياة الأدبية والسياسية، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب، غير أنه رفض تسلمها كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
من أهم مؤلفاته: “سلسلة العبقريات والفلسفة القرآنية والتفكير فريضة إسلامية وأنا” وغيرها من الكتب، وله رواية واحدة بعنوان “سارة”.
ولد العقاد في أسوان عام 1889م، وتوفي في القاهرة عام 1914م، بعد أن أثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات.