علاقة بني إسرائيل بالرسول والمسلمين
علاقة بني إسرائيل بالرسول والمسلمين
تبدأ علاقة بني إسرائيل بالعرب والجزيرة العربية بقصة هاجر (زوجة إبراهيم عليه السلام) وولدها إسماعيل، حين أمر الله نبيه إبراهيم بالخروج بهما إلى شبه الجزيرة العربية، فأصابهما الجوع والعطش حتى سعت هاجر بين الصفا والمروة وفجّر الله لها نبع زمزم، فجعلت تشرب منه وتسقي ولدها، وعُمّرت الصحراء القاحلة ببركة هذا النبع، وسكنها إسماعيل فكان أبا العرب، وأُمر إبراهيم ببناء الكعبة فيها فبناها مع ولده إسماعيل، وحجّها قومه من بني إسرائيل وغيرهم، غير أنّ العرب من بني إسماعيل كانوا هم السكان الأصليين لشبه الجزيرة، وكان بنو إسرائيل يسكنون فلسطين، حتى اجتاح بختنصر دولتهم وهدم مقدساتهم فرحلوا عنها إلى شتى البقاع ومنها شبه الجزيرة، وسكنوا طيبة، وهي المدينة الآن، ومنهم يهود بني قريظة وبني النضير وخيبر.
وقد علم هؤلاء بسيرة النبي محمد وقدومه إليهم، وجاءتهم البشارات في التوراة بأوصافه الدقيقة، ومكان بعثه تحديدًا من جبال فاران بمكة، وقصة الإسراء برسولنا (صلى الله عليه وسلم) إلى المسجد الأقصى، حتى إذا بُعث كذّبوه رُغم تحرّيهم من صدقه بالسؤال والاختبار، وثبوت وصفه في كتابهم، وكذا قال الله عنهم في كتابه ﴿فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنةُ الله على الكافرين﴾، وحاولوا إيذاءه بالشاة المسمومة، والسحر، ومحاولة قتله وتأليب الأحزاب عليه وعلى دولته.
والجدير بالذكر هنا، أنّ علاقة العداوة بين المسلمين واليهود لم تكن وليدة القضية الفلسطينية أو اعتدائهم على المسلمين في هذا الزمان، وإنّما تاريخ جرائمهم واعتدائهم على أنبياء الله قديم، فاشترطوا لإيمانهم رؤية الله، واتخذوا العجل إلهًا في غياب نبيهم موسى، وقتلوا الأنبياء بغير حق، وقالوا في مريم بهتانًا عظيمًا، ونقضوا عهدهم وميثاقهم مع الله، كما ذكر القرآن الكريم في عدة مواضع منها سورة النساء آية (153-161)، وفوق كل ذلك افترضوا أنهم أبناء الله وأحباؤه وأنه لا يدخل الجنة غيرهم، فكان جزاؤهم التشريد في الأرض، وفتنتهم في دينهم وجعلهم عبيدًا، ويمكنك العودة إلى المبحث السابع في الكتاب لتقرأ عن هذه الوقائع بالتفصيل، وربما تتساءل: أنّى لهم الاستقرار في فلسطين الآن؟ وجواب ذلك في قوله تعالى ﴿ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون﴾، وفي هذه الآية استثناء لتشريدهم فترة من الزمان بحبل من الله وحبل من الناس، وهذا ما حدث في يومنا هذا في أرض فلسطين، ويرى الكاتب أنّ هذا عقاب للدول العربية والإسلامية على تساهلهم في أرضهم وعقد العلاقات الدبلوماسية مع أعداء دينهم.
الفكرة من كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
هذا الكتاب هو سرد مُفصّل لتفاصيل القضية الفلسطينية، ورصد مرتب لحقائقها التي زُيّفت بأقلام المستشرقين، وتناثرت بين صفحات كتب التاريخ المختلفة، بدءًا من تاريخ الأرض وملكيتها الحقيقية لأنبياء ورسل بني إسرائيل والصالحين من أتباعهم، مرورًا بخطوات اليهود المدروسة نحو إنشاء دولتهم المزعومة، وجهودهم المتفانية في تفكيك القاعدة الإسلامية لإحكام سيطرتهم على البقعة المباركة، وصولًا إلى الوعود القرآنية الصادقة للمسلمين بدخولهم المسجد الأقصى المُبارك وتدمير علو اليهود وفسادهم، وقال الكاتب عمر الأشقر في مقدمته إنّ كتابه هذا ليس كتابًا تاريخيًّا بحتًا، وإنما هو رسالة لأهل الإسلام وأبنائه، يعرفهم فيها بماضي الأمة الغابر مع اليهود، ويحدثهم بالنصر القادم ويسرد دلالاته وبشائره، مُستندًا إلى الهدي السماوي، والنور الإلهي، فلا يخاف القارئ ضعف المرجع أو كذب الحديث، ولا نُزكّي على الله أحدًا.
مؤلف كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر، كاتب وفقيه فلسطيني درس بالمملكة العربية السعودية وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام بالرياض، ثم استكمل رحلته التعليمية في جامعة الأزهر بالقاهرة، فحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وكانت دراسته بعنوان “النيات ومقاصد المكلفين”، عُيّن أستاذًا بكلية الشريعة في الكويت، ثم الجامعة الأردنية بالأردن، وأصبح بعدها عميدًا بالجامعة الزرقاء، تفرّغ بعد ذلك للتأليف، وأنتج الكثير من الكتب المثمرة في باب الفقه والعقيدة والتاريخ، ومن كتبه: الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، ونحو ثقافة إسلامية أصيلة، وسلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة.