علاقة القلق والاكتئاب
علاقة القلق والاكتئاب
يعد القلق قرين الاكتئاب، ويأتي القلق مصاحبًا لنصف حالات الاكتئاب، وأحيانًا يتسبَّب في الإصابة بالاكتئاب وأحيانًا العكس، والقلق والاكتئاب مزيج مثير للاهتمام، ورغم أنهما تجربتان مختلفتان فإنهما يقودان إلى تجربة واحدة تعيسة، وعادةً ما يُسبِّب تراكم القلق في نوبة رعب تتحوَّل إلى كابوس سريع ومخيف، ويتصاعد القلق بسبب الطريقة السريعة التي نعيش بها في القرن الحادي والعشرين، والهواتف الذكية والإعلانات والتطبيقات -مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما- والمواصلات العامة المزدحمة، تعطينا خيارات غير محدودة، تزيد من شعورنا بالقلق والتشتُّت، وبالتالي تزداد نسبة شعورنا بالاكتئاب، ولعلَّ معنى مواكبة العالم الحديث تكمن في أن نصاب بالقلق.
إن كنت تعاني القلق أو الاكتئاب السريع الذي يسبِّبه القلق، هنالك بعض الأشياء التي ينبغي لك القيام بها، فبعض الناس يقومون بتناول الأدوية والبعض الآخر يجد العثور على الدواء المناسب أمرًا صعبًا، لأننا لا نفهم العقل البشري بشكلٍ كامل حتى الآن، ورغم تطور الأدوات المستخدمة لتحليل العقل البشري مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يمكِّننا من الحصول على صور ملونة للدماغ، فإن أشعة الرنين المغناطيسي لا يمكنها التفريق بين الشغف والرعب، ولذا فإن هذه الأدوات غير مثالية وعلم الأعصاب لدينا غير مثالي كذلك، فبعض الأشياء معروفة لدينا ولكن غالبها يخفى علينا، وربما كان ذلك سبب وصمة العار التي يعانيها أغلب المصابين بالمرض العقلي.
ويطلق على القلق مُسمى “القاتل الأكبر”، ويعدُّ الحب هو قاتل القلق، فالقلق يعد بمثابة مرض يلتف حولنا ليُحيطنا بكوابِيسنا، وهذه ليست أنانية لأن المصابين بالقلق يشعرون بأشياء يستطيع الآخرون تجاهلها، ووجود أشخاص يحبونك، ويقدمون لك الدعم النفسي والمعنوي ينقذك من الغرق في القلق أكثر، كما أن ممارسة اليوغا والتخفيف من سرعة تنفسك، وأخذ أنفاس عميقة تساعد على التخلص من نوبة القلق.
الفكرة من كتاب أسباب للبقاء حيًّا
الاكتئاب خفي وغامض، كأن تسير بين الناس برأس محترق، ولكن لا أحد يرى النيران وهي تلتهِمك، لذا من السهل أن تشعر بِوصمته، وتعد وصمة الاكتئاب من أقسى الأشياء لأنه مرض الأفكار، ويختلف الاكتئاب من شخص إلى آخر، لأن الألم الناتج عنه يصلنا بدرجات مختلفة ومتفاوتة، وقد وضح المؤلف بين صفحات هذا الكتاب معاناته مع الاكتئاب وكيف تجاوزه، راغبًا بتقديم المساعدة لجميع المكتئبين، لأن الاكتئاب يفقدك لذَّة الحياة، وهذا الكتاب هو الدليل الحيُّ على أن الاكتئاب يكذب ويجعلك تؤمن بأشياء لا وجود لها، كما رغب المؤلف بجعلِنا نؤمن بأن أقدم الكليشيهات التي تقول إن الوقت يشفي الجروح، والضوء ينتظر العابرين في نهاية النفق، وأن الكلمات بإمكانها أن تهبك الحرية، تعطي مفعولًا سحريًا، ولذا عزيزي المكتئب لن تعود مكتئبًا بعد قراءتك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب أسباب للبقاء حيًّا
مات هيغ : كاتب روائي وصحفي بريطاني وُلد عام 1975، درس اللغة الإنجليزية والتاريخ وتخرج في جامعة هال، ويُعدُّ من أهم الداعمين للاهتمام بالثقافة النفسية حول العالم، كتب العديد من الكتب والروايات وكتب الأطفال، تمت ترجمة مؤلفاته إلى أربعين لغة، وفاز بالعديد من الجوائز، وحاليًّا يتم العمل على تحويل رواياته إلى أفلام سينمائية، ومن أهم أعماله: “ملاحظات حول كوكب متوتر”، و”كيف تُوقِف الزمن؟”، و”العائلة الأخيرة في إنجلترا”، و”نادي الآباء الموتى”.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر يمني، وُلد عام 1991 في جدة، وأنجز العديد من الترجمات الأدبية المتميزة، كان يقوم بنشرها على مدوَّنته “معطف فوق سرير العالم”، وأصدر عددًا من الكتب المترجمة، ومن أهم ترجماته: “سنة القراءة الخطرة”، و”اخرج في موعد مع فتاة تحب القراءة”، و”المدينة الوحيدة (مغامرات في فن البقاء وحيدًا)”، و”رقصة القمر مع آينشْتاين (فن وعلم تذكر كل شيء)”.