علاقة العوامل فيما بينها
علاقة العوامل فيما بينها
حتى لا يتم فهم العوامل منفصلة بعضها عن بعض أو الافتراض بأن حل كل جزء منها منفصل عن مثيله، أوضح الكاتب أن هناك تداخلات كبيرة بينها تقضي بأنه لتحصل على فريق ناجح يجب أن تبني تلك العوامل بشكل متوازٍ، أو على الأقل متتابع.
فالخوف من الخلاف الذي ذكره الكاتب في العامل الثاني يعمل على هدم الثقة بين الأعضاء، فمن الطبيعي أنه أثناء بناء تلك الثقة يظهر الخوف من المواجهة، حيث يتخوَّف الأعضاء من عدم تقبُّل الآخرين للنقد أو للخلاف معهم في وجهات النظر، ومن الطبيعي أنه في نهاية عملية بناء الثقة يكون أعضاء الفريق مستعدين لدخول النقاشات دون خوف، وفي العامل الثالث، وهو غياب الالتزام، فبعد دخول الأعضاء وتفاعلهم إيجابيًّا في المناقشات المستمرة بينهم وسماع وجهة نظر كل جانب يصبح من الطبيعي أن يفهم العوامل التي يستند إليها كل جانب، وبالتالي الالتزام بالقرار الجماعي للفريق حتى وإن لم يكن ذلك الأمر ضد رأيهم.
وكذلك الأمر في العاملين الرابع والخامس، فتجنب المساءلة، وهو العامل الرابع للخلل، نتيجة منطقية لما قبله ومقدمة لما بعده، فهو نتيجة لوجود الالتزام من قبل أفراد الفريق الذين سيصبح من الواجب عليهم طبقًا لهذا الالتزام أن يقوموا بمتابعة الفريق ككل بأعضائه لتنفيذ هذا الالتزام، لكنهم في البداية يحاولون تجنُّب المساءلة حتى لا يضغطوا على زملائهم، إلا أنه بعد فترة وبعد اتخاذ الوسائل المقترحة من القائد، ستظهر المساءلات بينهم ويتولَّد الضغط المحمود الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الإنتاج، لنجد أن الفريق لم يعد يهتم بالنتائج الشخصية لكلٍّ منهم، فإذا ارتكز على جانبه ولم يهتم بالآخرين فلن ينجح، وبالتالي سيتعرض معهم للمساءلة، ما يستدعي دخول الخلل الخامس وحله في الاهتمام بنتائج الفريق الجماعية على الاهتمام بالإنجازات الشخصية.
الفكرة من كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
أشار الكاتب بأسلوب قصصي شائق إلى عوامل أثرت بشكل كبير في منظومة إحدى الشركات التي واجهتها المشاكل بعد صعودها إلى المراكز المتقدمة في التصنيف بين الشركات التكنولوجية الرائدة، وبعد تعيين المديرة الجديدة تم اكتشاف أن الأمر متعلِّق بالفريق نفسه، وأنه يعاني مشاكل تعوق تعاملهم فيما بينهم كفريق، لتحاول تنظيم وهيكلة الفريق مرة أخرى لتعيد الريادة إلى الشركة.
مؤلف كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
باتريك لينسيوني: خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل في المجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.