علاقة الحلم بالواقع وأحلام الانحباس الخطيرة!
علاقة الحلم بالواقع وأحلام الانحباس الخطيرة!
تشير الإحصائيات إلى أنه من 65 إلى 70 بالمائة من بقايا أحداث ووقائع اليوم السابق لليلة النوم عُرضة لأن تصبح موضوعًا للأحلام، في مقابل 30 إلى 35 بالمائة من بقايا اليومين السابقين، وهذا لا يعني أن الأحلام تتضمَّن فقط أحداثًا عاشها المرء في حياته اليومية، لكنها تعني بصورة كبيرة أن الوقائع الحديثة لها تدخل مهم في الحلم، يكفي فقط أن يعيشها المرء بإحدى حواسه، فمشاهدة فيلم كفيلة بأن يعيش أحداثه ووقائعه بجسده الشخصي في حلمه، لذا فكر الباحثون في إمكانية أن تحفيز الحواس في اليقظة قد يدعم الحلم من قدرتها.
وبالفعل اكتشف الباحثان ويلسون وماك نوتون أن تحفيز إحدى حواس الإنسان بدافع التعلم في أثناء يقظته له علاقة عند نومه بحلمه، وبمعنى أوضح فالليلة التي تلي لحظة تعلم المرء شيئًا ما خصوصًا إذا تم تكراره، كأن يتعلم مراقبة ضوء ما على شاشة الحاسوب، فإن المناطق الدماغية التي نشطت خلال هذا التعلم ستستعيد نشاطها خلال فترة النوم المفارق، بل وتؤثر في إنتاجية هذا الفرد إذ تُكسبه أخطاءً أقل ودقة أكبر، كذلك الأمر في مواد علمية تشغل الذهن كالرياضيات مثلًا، لذا ظهرت النصيحة المهمة التي تُشدِّد على ضرورة تكوين الطلاب لنوم منتظم كافٍ.
وهناك نوع من الأحلام يُسمى بحلم الانحباس، وفيه يكون على الحالم أن يهرب من شيء ما للإفلات من خطره، لكنه يشعر بجمود كما لو شُلَّت أعضاؤه، حتى إنه لا يقوى على التحدث أو الصراخ لطلب النجدة، والسبب هنا أن فصَّي المخ الأيسر والأيمن اللذين يتواصلان بعادتهما في اليقظة والنوم عبر شبكة من الألياف تشكِّل “الجسم الجاسئ” نجدهما يكفان عن التواصل خلال بضع دقائق في ذلك التوقيت.
الفكرة من كتاب كيف نحلم؟
ينام الإنسان ويستغرق في نومِه وهو يشبه الميت، حيث لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وتظل أعضاؤه في حالة من الخمول والارتخاء، ورغم هذا هناك عضو لا ينفكُّ يُدبِّر لنا سيناريوهات عجيبة نعيشها نحن بداخله، فنتحرَّك فيها ولا يُخرجنا منها إلا يقظة مفاجئة، فنُسميها حُلمًا، وسواء اعتبرها الإنسان على مر الزمان رؤية أم رسالة ذات مغزى، فإننا لم نرَ رأي العلم الذي بدأ يتقصَّى خفايا الحلم حديثًا.. يُقدم هذا الكتاب نظرة علمية تجريبية للنوم والحلم، محاولًا الوصول إلى تفسير حقيقي!
مؤلفة كتاب كيف نحلم؟
إيزابيل أرنولف Isabelle Arnulf: طبيبة فرنسية متخصصة في أمراض الجهاز العصبي واضطرابات النوم، وأستاذة علم الأعصاب في جامعة بيير وماري كوري في باريس، ورئيسة عيادة اضطرابات النوم في مستشفى بيتيه سالبيرتير في باريس. من أهم مؤلفاتها:
كيف ننام؟
الفسيولوجيا العصبية.