علاقات تقصف العمر
علاقات تقصف العمر
العلاقة تربط بين طرفين كالحبل، بدءًا من حبل الله الذي يُمثل حبل النجاة والسعادة، مرورًا بالحبل السُّري الذي يربطنا بأمهاتنا قبل الولادة ليمدنا بالحياة والغذاء والطمأنينة، وانتهاءً بالحبال التي تلتف حول رقابنا بسبب ما قدمناه من تنازلات في بداية العلاقة.
فالعلاقة إما أن تُضيف إلى شخصياتنا وتُثريها بالإيجاب، وإما أن تنتقص منها وتسبب أثرًا سلبيًّا، ويُمكن تصنيف العلاقات إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول يُسمي علاقة Lose – Lose، وهذه هي أسوأ أنواع العلاقات، لأن الطرفين غير راضيين عن العلاقة، وكل طرف مُتربص بالطرف الآخر، لتتولد تربة خصبة للعداء لا وجود فيها للتسامح والتفاهم، ويصبح الطرفان خاسرين، لكنْ في النوع الثاني طرف واحد خاسر وطرف مستفيد، لذا تُسمى علاقة Win – Lose، وهذا نموذج آخر من العلاقات السيئة، لأن طرفًا يَستنزِف الطرف الآخر إلى أقصى درجة، لا يرى سوى احتياجاته ورغباته ويحققها على حساب الغير، أما في النوع الثالث فالطرفان مستفيدان، لذا تُسمى علاقة Win – Win، وهذا هو النموذج المثالي، لأن كل طرف يشعر بالحب والرضا والحرية ويعي احتياجات الطرف الآخر ويسعى إلى إسعاده.
النوعان الأول والثاني من العلاقات هما علاقات تقصف العمر، لأنها علاقات غير صحية مليئة بالتوتر والضغط النفسي المُستمر، الذي يواجهه الجسم عبر إنتاج الأدرينالين والكولسترول، ولأن الضغط لا يتوقف، يستمر الجسم في إنتاج الأدرينالين والكولسترول، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات جسمانيَّة مثل: الضغط والسكر والقولون العصبي وأمراض القلب والجلطات الدماغيَّة، بالإضافة إلى الحالات المزاجيَّة المتطرفة كالتوتر المُزمن والاكتئاب، وبالرغم من الوعي بالآثار السلبيَّة للعلاقات السامة، فإن البعض يظل أسيرًا لتلك العلاقات، إما بسبب الرضوخ للأقوال المأثورة التي ترسخ معاني القهر والإكراه، مثل: “الزوجة لا تخرج من بيت زوجها إلا إلى قبرها”، أو “يجب أن تتحمل من أجل الأبناء”، وإما بسبب الاستسلام للطرف الأقوى أو صاحب السلطة خوفًا من العقاب، كالابن الذي لا يعترض على عنف وتسلط والديه خوفًا من الحرمان من المصروف أو الدعاء عليه.
الفكرة من كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
هل سبق وشعرت في أثناء تعاملك مع شخص ما باستنزاف صحتك النفسيَّة والجسديَّة؟ وهل شعرت أن علاقتكما تتسم بعدم الأمان بسبب التوتر المستمر والشعور الدائم بالتهديد؟ ومن منكما يكون محقًّا؟ هل الطرف الآخر مُحق في كونك السبب وراء هذا التوتر؟ أم إنه هو السبب؟ هل يعقل أن كليكما السبب؟ ولكن مهلًا.. أيًّا كان السبب، لماذا تستمران في هذه العلاقة؟!
سنسكتشف من خلال هذا الكتاب العلاقات السامة وأثرها، وسر الوقوع فيها والتمسك بها، بالإضافة إلى بعض الأوبئة أو الفيروسات التي تتسبب في إفساد العلاقة.
مؤلف كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
تعافيت: طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية.