علاج العجز
علاج العجز
كأي مرض يُصيب المرء، ينبغي لصاحبه اتخاذ خطوات لعلاجه، فالأولى هنا للعاجز أن يتخذ خطوات عملية بحسَب عجزه، فالبعض يُعاني عحزًا في الجانب الإيماني، والبعض الآخر في الجانب الفكري، والبقية يجمع بين ذلك كله.
ويمكن تخطي العجز بصورة عامة عن طريق عدة خطوات منها، القراءة المستمرة في كتب التراجم؛ أي الكتب المختصة بسير حياة الأشخاص المشهورين المؤثرين في محيطهم تأثيرًا واسعًا، بخاصة سير السلف الصالح الأوائل، الذين أصبحوا قدوات في التضحية والعبادة والزهد وغيرها، ويمكن أيضًا زيارة أهل الصلاح، أصحاب الهمم العالية، فطبيعة النفس البشرية تقتضي على الإنسان أن يتأثر دائمًا بمن يفوقه في عبادته أو ثقافته، ولذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- أفضل جيل أخرج للناس جميعًا، وأيضًا مهمة النفس البشرية تبرز في التعبد لله -تبارك وتعالى-، ولذا إذا بَعُد الإنسان عن هذه المهمة فقد أساء لنفسه وربه، ويصيبه العجز، ويُعالج هذا بتذكرة النفس دائمًا بمهمتها في الأرض، وكل هذا يتطلب عزيمة وإصرارًا على مجاوزة العجز، ويحاول المرء وضع هدف سامٍ يُحاول الوصول إليه دائمًا، فكلما سما هدفه ضاعف جهده للوصول إليه، ومجرد السعي فقط يضمن لصاحبه الدرجات العليا في الآخرة، والثبات على المنهج الصحيح، وحسن الذكر والثناء بعد الموت، وإذا تحقق نتيجة هذا السعي، سيفوز صاحبه فوزًا عظيمًا.
أما العجز الإيماني فيمكن علاجه عن طريق المحافظة على أداء الفرائض ثم الالتفات إلى السنة المباركة، والمبادرة إلى عبادات التطوع، والذكر، والصدقات، ويمكن علاج العجز الثقافي عن طريق حفظ القرآن الكريم، وعدد من أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، مناسبًا لأحوال العاجز وانشغاله بالأمور الأخرى، حتى لا يُصاب بالفتور بعد وقت قصير، وإجبار النفس بالقراءة عن طريق تحديد قراءة كتاب كل مدة محددة، وسماع الإذاعات المسموعة والمرئية في أوقات الفراغ، والعجز النفسي الذي يصيب العاجز، كاليأس والخمول، يمكن علاجه بالاستعانة بالله، والتدرب على الجرأة في الخلطة، وإجبار النفس على التعامل مع مكروهاتها حتى تألفها.
الفكرة من كتاب عجز الثقات
يعيش عموم المسلمين اليوم حالة من ضعف الهمة والكسل والعجز من القيام بما هو مطلوب منهم في هذه الحياة الدنيا، فيمضي بهم العمر دون أثرٍ يُذكر أو عملٍ يُشكر، فما أسباب العجز وأنواعه، ونتائجه، وكيف السبيل إلى التخلص منه؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب.
مؤلف كتاب عجز الثقات
محمد موسى الشريف: من مواليد جدة بالسعودية عام 1318 هجريًّا، يعدُّ من القلائل في العالم العربي الذين جمعوا بين فنون عدة، حصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وهو عضو لجنة الدعوة والقرآن الكريم بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية سابقًا، ويعمل حاليًّا قائد طائرة في الخطوط الجوية السعودية، ومقدم برامج في التلفزيون السعودي، وله العديد من المؤلفات، منها:
الثبات.
مذكِّرات طيار.
الثقافة الآمنة.
الهمَّة طريق إلى القمة.