عقوبة تارك صلاة الفجر
عقوبة تارك صلاة الفجر
وكما أن أجر صلاة الفجر وفضلها عظيم لمن التزم بها، فإن إضاعتها جريمة عُظمى، فالصلاة كلها بصفة عامَّة هي أول ما يُحاسب عليه العبد، فإن صلحت صلح العمل كله وإن فسدت فسد العمل كله، وضياع صلاة الفجر يُعاقب عليها المُسلم بعقوبات عدَّة، منها قوله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾، كذلك ما رآه النبي (صلى الله عليه وسلَّم) في منامه، إذ يقول: “إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه -أي يشدخ-، فيتدهده الحجر -أي يتدحرج-، فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصحَّ رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى…”. وسبب ذلك أنه كان يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة.
فصلاة الفجر هي أول صلاة فُرِضت على المُسلمين هي وصلاة العصر، وأذان صلاة الفجر مُميَّز عن أذان باقي الصلوات، فيُنادي المؤذن: “الصلاة خير من النوم”، تأمَّل هذه العبارة جيِّدًا، فهي دافعة إلى أن يترك الإنسان فراشه ويلحق بهذا الخير، كما أن الأذكار التي تُقال بعد الصلاة مختلفة عن كل صلاة، فيزيد في الذكر قوله: “اللهم أجرني من النار” سبع مرات، فإن مات العبد في يومه كتب الله له جوارًا من النار”.
كما أن القرآن في صلاة الفجر مُختلف عن أي صلاة، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلّم) يُطيل في القراءة لأنها صلاة تنزل الملائكة إلى الأرض فتشهدها، يقول تعالى: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾، ومن تمام فضلها أنه من صلَّاها في جماعة فهو في ذمَّة الله، ونافلتها أعظم من الدُّنيا وما فيها، تخيَّل! وكيف لا ؟ فالذي ترك الدنيا واستيقظ قبل ميعاد إقامة الصلاة وصلَّى ركعتين نافلة الفجر هو من نجح في اختبار الدنيا، فكما ترك الدنيا لأجل الصلاة فإن الله تعالى يعطيه أجرًا أكبر من الدنيا بهذه الصلاة.
الفكرة من كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
إنه لمن السهل أن يدَّعي المرء الإيمان، وأن ينطق كلمة الإسلام بلسانه، ولكن من الصعب أن يتأكَّد من حقيقة هذا الادِّعاء في قلبه، فالمؤمن الحق هو من وافق قولُه عملَه، لهذا فقد فرض الله (سبحانه وتعالى) على عباده اختبارات مُعينة تكشف عن خبايا النفوس، وهذه الفرائض غرضها إظهار الصادق من الكاذب، ولتكون حُجَّة على من ادَّعى، وهذه الفرائض لا تخرج عن حيِّز قدرة الإنسان واستطاعته، ومن هذه الفرائض: صلاة الفجر.
فما مكانة صلاة الفجر؟ وما وقتها الصحيح؟ وما الوسائل المُعينة على الحفاظ عليها؟ تأتي الإجابات عن تلك الأسئلة وغيرها من خلال هذا الكتاب.
مؤلف كتاب كيف تحافظ على صلاة الفجر؟
راغب السرجاني، داعية إسلامي مصري مهتم بالتاريخ الإسلامي ومشرف على موقع “قصة الإسلام”، ولد بمصر عام 1964م، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه في جراحة المسالك البولية والكلى، ويعمل الآن أستاذًا مساعدًا في كلية الطب جامعة القاهرة، له إسهامات دعوية وعملية عديدة، حصل على المركز الأول في جائزة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) لعام 2007، وينطلق مشروعه الفكري “معًا نبني خير أمة” من دراسة التاريخ الإسلامي دراسة دقيقة مستوعبة.
من مؤلفاته:
فلسطين حتى لا تكون أندلسًا أخرى.
رسالة إلى شباب الأمَّة.
العلم وبناء الأمم: دراسة تأصيلية لدور العلم في بناء الدولة.