عقوبات الغفلة وعلاجها
عقوبات الغفلة وعلاجها
لكل تمادٍ في فعل سوء عواقب تصيب المرء، ولأن داء الغفلة قد يُهلك صاحبه ما لم يفق منه ويعالج أضراره كان له عقوبات بالدنيا والآخرة، ويذكر الكتاب عقوبات الغفلة ومنها: عقاب الله قوم سيدنا موسى (عليه السلام) في غفلتهم بالرغم من إرساله لهم معجزات ووحيًا ونبيًّا يدعوهم ليهتدوا، لكنهم أعرضوا وتمادوا فأغرقهم بأفعالهم، وصرف الله عن أهل الغفلة لين قلوبهم وعلو بصيرتهم، فلا يرون الحق ولا يستمعون لآيات الله ولا يتعظون، وهذه عقوبة الله لهم، يقول تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾.
ومن ضمن عقوبة الغفلة الحرمان من رحمة الله ورد دعاء الإنسان الغافل، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ”، أيضًا تسليط الشيطان على كل حياته، وتتابع غفلاته وتتمادى حتى تصل به إلى سوء الخاتمة -أعاذنا الله وإياكم- فيتحسر في الآخرة، ثم يُصاب بالعقوبة الأشد وهي دخوله النار، يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، فيجب ألا يستهين الواحد منا بعقوبة الغفلة.
أما عن علاج الغفلة فيكون بذكر الله، والدعاء وقيام الليل الذي هو شَرف المؤمن، فعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ”، أيضًا من علاج الغفلة زيارة القبور للاتعاظ بالموت وهيبته، وكثرة التذكرة بآيات الجنة والنار؛ ففيها ترغيب للجنة، وترهيب للمعاصي التي تؤدي إلى الجحيم.
الفكرة من كتاب الغفلة
تتسلل إلى الإنسان بطبيعة حياته مُنغصات قد تُعكر صفو حياته، فما بالك بدينه الذي يحاربه فيه شياطين الإنس والجن، فقد يتعرض المسلم لانتكاسات ومعوقات عديدة في رحلته بالحياة، ومن أفسد ما يدخل على قلب المسلم الغفلة، وقد يُغالبها الإنسان في أعماله بالمجاهدة والمُقاربة إذا اتبع أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “سَدِّدوا وقارِبوا واعلموا أنه لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنَّةَ، وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ”، فالله عز وجل يحب من يجاهد في سبيله وإن قلت سُبله وجهده، ولا يترك نفسه لغفلاته ومُلهيات الحياة الدنيا.
وفي هذا الكتاب يعرض الكاتب تعريف الغفلة وأسبابها وكيف يعالجها المسلم.
مؤلف كتاب الغفلة
محمد صالح المُنجد: داعية سوري، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية، ونال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، توجه إلى الدعوة إلى الله، وعمل إمامًا وخطيبًا في المنطقة الشرقية، وله برامج عديدة دينية ودعوية، وهو مؤسس موقع الإسلام سؤال وجواب.
له عدة مؤلفات منها: “أربعون نصيحة لإصلاح البيوت”، و”أريد أن أتوب ولكن!”، و”شكاوى وحلول”، و”ظاهرة ضعف الإيمان”، و”أخطار تهدد البيوت”، و”سلسلة مفسدات القلوب”، و”سلسلة أعمال القلوب”.