عقلك الباطن هو كَنْزُك الدفين
عقلك الباطن هو كَنْزُك الدفين
هل لاحظتَ بأنّكَ قبلَ المواعيدِ المُهمة؛ كالامتحاناتِ مثلاً، تستيقظُ في الساعةِ المُحددةِ التي كنتَ تُريدُها؛ حتى قبلَ أنْ يَدُقَّ جَرَسُ المُنبّه؟! يحدثُ ذلك بسبب عقلِكَ الباطن.
العقلُ الباطنُ هو العقلُ اللّاواعي، وهو عبارةٌ عن وِعَاءٍ داخلَ مُخِّ الإنسان، يقومُ بتجميعِ العواطفِ والانفعالات، ويُخزِّنُها في الذاكرة. لو تخيلنا مثلًا أنَّ العقلَ هو كغرفةٍ لحاسبٍ آليٍ ضخم، يحتوي على كافةِ المعلوماتِ والصور المُخزَنةِ، وغيرِها من الأشياء التي يَستخدمُها الإنسانُ في حياتهِ عامة، سنجدُ أنّ العقلَ الباطنَ يُعتبر مثلَ جُزءِ الأرشيفِ للعقل، حيثُ أنهُ يحفظُ كلَ المعلومات القديمةِ منذُ الطفولة، ويحتفظُ بالأشياءِ التي يعتبرُها العقلُ العاديُّ عابرةً ولا قيمة لها.
يعملُ العقلُ الباطنُ على مدارِ اليوم؛ حتى أثناءَ النوم؛ فهو الذي يتحكمُ بشكلٍ كُليٍّ في عاداتِ الشخصِ وسُلوكياتِه، وهو الذي يُسيطرُ تمامًا على خواطرِ الإنسانِ وأحلامه. ويمتازُ بأنهُ لا يستطيعُ أنْ يُميزَ بين الحقيقةِ والخَيال؛ أي إذا خطَرَت على بالِ الإنسانِ فكرةٌ، وأصبحَ يُردِدُها ويُكرِرُها؛ فسيقومُ العقلُ الباطنُ ببرمجتِهَا، سواءً كانت الفكرةُ من الحقيقةِ أو الخيال. مثالٌ على ذلك، إذا ظللتَ تُرددُ كلمة “أنا فاشل”؛ فسيقومُ عقلُكَ الباطنُ بتخزينِ هذه الكلمة، ويبرمِجُكَ على هذا الأساس، ويجعلُ قواكَ العقليةَ تتفاعلُ مع هذه الفكرة، وتكون النتيجة النِهائية هي قناعتُكَ بالفشل.
أيضًا من مُميزاتِ العقلِ الباطن، أنه لا يستطيعُ أنْ يُميزَ بين الحاضرِ والماضيِ والمستقبل؛ فهو يقومُ بتخزينِ كافةِ الأحداثِ والخواطر، دون أن يُميزَ بين توقيتِ حُدُوثِهَا، ويأخذُ كلَّ شيءٍ على أنه موجودٌ هنا والآن.
الفكرة من كتاب قوةُ عقلِكَ الباطن
يقودنا الكاتب الأيرلندي “جوزيف ميرفي” بكتابه “قوة عقلك الباطن”، في رحلة مثيرة إلى أعماقك؛ ليكشفَ لك أسرارًا وقُدْراتٍ عظيمةً مَوجودة فيك، ويُسلطُ الضوءَ على إمكانياتِكَ الكامنة، التي هي وسيلتُكَ الأقوى؛ لتبدأ طريقَ النجاح، وتتحررَ من مخاوفِك، حتى تصلَ لأهدافِك.
مؤلف كتاب قوةُ عقلِكَ الباطن
Joseph Murphy
جوزيف ميرفي، كاتب أيرلندي أمريكي، يُعد من أكثر كتّاب التنمية البشرية المقروئين حول العالم.
روّج ميرفي “لحركة الفكر الجديد”، التي ظهرت في أواخر القرن التاسعَ عشر، وهي حركة لاهوتية مسيحيّة، تدافع عن فكرة أن الذكاء اللا مُتناهي أو الحكمة المطلقة، موجوة في كلّ مكان، وأن هذه الحكمة هي قوّة تسعى إلى الخير، وأنّ كلّ داءٍ يبتدئ أوّلا في العقل، وأنّ بالإمكان شفاؤه باعتماد “تفكير صحيح”.