عقدة الذنب
عقدة الذنب
لا يمكن للإنسان أن يحيا دون دقَّات الضمير أو صوته الصادق، ولكن هذا الصوت قد يكون منخفضًا عند أشخاص وصاخبًا أكثر مما ينبغي عند آخرين؛ فالأولى مخيفة والثانية خطيرة لأن خفوت صوت الضمير منبت كل سوء وصخبه وضجيجه مفزع ومهلك، فماذا يعني هذا؟
إن طالب الكلام صوت ضميره مرتفع أكثر من البقية مما يجعل للأخطاء والعثرات في داخله أثرًا ضخمًا أكبر مما هي عليه في حقيقتها، وهذا كلفته بالغة، فهو دائم الاستحضار لأخطائه مبالغ في ردَّاته حيالها شديد في جلد ذاته وتعذيبها لأن صوت ضميره لا يهدأ ولا يسكت.
فهو الجوع للإحساس بالذنب إذن، وهو وضع يفرضه الضمير الصاخب ويحاول من خلاله طالب الكمال الاختباء تعزيةً لنفسه عن كل حالات الرفض والفشل، وعادةً ما يسير بهذه الثنائية المؤلمة من صراخ الضمير والنقد اللاذع للنفس بسبب مشاعر كراهية الذات والنزوع الغريب إلى تجميع كل أحداث الأسى والإحباط والتمسُّك بها، وهذا يجعله دائمًا أقرب إلى الاستسلام للاكتئاب، معتقدين أنهم يستحقون كل هذا العناء.
ويلعب الإيمان دورًا مهمًّا في التخفيف من حدة هذه الأعراض وبخاصةٍ في باب إحسان الظن بالله والاتكال عليه للخروج من ردهة التشاؤم والتحطُّم، وشواهد هذا حاضرة في حكاية ذلك الشاب الذي قال إنه لم يتمكَّن من التخلُّص من الشعور بالذنب إلا بعد دعاء استمر لياليَ حتى بدا له صوت من بعيد يخبره: “لماذا لا تتوقَّف عن القلق بشأن ذنبك، في حين أن الله قد وعد التائبين بغفران ذنوبهم؟!”.
ولتقبُّل أخطائنا وذنوبنا فعلينا ألا نربط أوهام الكمال براحة ضمائرنا، لأن طالب الكمال مهزوم غالبًا ونقل هزائمه إلى ضميره أشد جناية عليه من عدم الإصغاء له!
الفكرة من كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
صراع الكفاءة والجدارة صراع متجذِّر في تاريخ صراعات الإنسان، بل ربما هو صراع الإنسان الأول والمستمر معه حتى الموت، حيث يبحث أغلبنا عن الرضا والقبول والحب والاكتفاء، وفي طريق هذه الرحلة البحثية يعترينا ما يعترينا من الرفض والفشل وخيبة الأمل، ومن منا لم يُبتلَ بذلك؟!
تدور قصص هذا الكتاب حول “طلاب الكمال” وعن الحالة الانهزامية التي يفنون فيها أعمارهم في طريق تتبع الكمال وتحقيقه، وعن الأعراض الانسحابية المضنية المترتِّبة على ذلك، حيث تدور محاور هذا الكتاب حول تساؤلات كثيرة مثل: لماذا لا أستطيع أن أحقِّق المستوى المطلوب؟ ولماذا يحاصرني دائمًا الإحساس بالذنب؟ وهل حان الوقت لخفض مستوى تطلُّعاتي؟
مؤلف كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
كيفين ليمان: أستاذ مساعد في برنامج صناعة الموسيقى، وكان لديه فلسفات يعتمد عليها في جميع الأحداث التي ينتجها: الموسيقى والتعليم والعمل الخيري.
إلى جانب حصوله عام 2009 على جائزة “Billboard Touring Awards” الإنسانية لنفس العام وتم تكريمه في عام 2011 أيضًا.
ومن مؤلفاته: “شخصية المولود البكر نشأة وبلوغًا”، والكتاب الذي بين أيدينا.