عقدة الخواجة
عقدة الخواجة
إن تحقير العرب والمسلمين لا يقتصر على الغرب فقط، بل إن هناك عددًا كبيرًا من مثقفي العرب أو غير المثقفين عطلوا فكرهم، وساروا منساقين وراء فكر الأجنبي، فقد تطور الأمر إلى جلد الذات وتدميرها وسحقها أمام كل ما هو غربي، فأصبحت اللغة العربية دونية أمام الأجنبية، وكذلك الزي، وحتى التعليم والثقافة والمنتجات والتكنولوجيا، خضعت بالكامل لكل ما هو غربي.
فأصبحت حالة انعدام الثقة لدى العرب لا حدود لها، وأصبحنا نصدق كل ما يُقال ضدنا على أنه حقيقة، ونُردد أنه لا أمل في العرب، وأن البلاد الغربية هي الأفضل، فصدقنا أن أي عمل إرهابي سيكون العرب والمسلمون وراءه، حتى لو كانت بعض الأعمال الإرهابية واضحة كالشمس أنها مُصطنعة، وبذلك يكون المستعمر قد حقق هدفه، فنحن في عصر تحل فيه مختلف صور القهر النفسي والاستغلال العقلي محل الاستعمار والاحتلال العسكري.
ثم جاء تقرير “التنمية الإنسانية في العالم العربي” عام 2002م، الذي أشرف على كتابته مجموعة من العرب المثقفين والمفكرين، فكان مناصرًا للغرب ومهاجمًا للعرب.
فيشرح أن سبب سوء الاقتصاد العربي في السنوات الأخيرة يعود إلى افتقاد الحريات السياسية والفردية، بالإضافة إلى إهمال التعليم والبحث العلمي والترجمة، وسوء معاملة المرأة، وغيرها من العوامل التي لم يُبين التقرير ما علاقتها بسوء الأداء الاقتصادي!.
إن تقرير التنمية الإنسانية العربية استخدم مؤشرات لتحليل التنمية الاقتصادية من واقع التجربة الغربية، ولم يكن معنيًّا بحال العرب أو قيمهم، إذ إن التنمية الإنسانية ليس لها مقياس واحد صالح للتطبيق في مختلف الثقافات، لذا عندما نحاول تقديم صورة صحيحة لأداء الاقتصاد العربي، فإننا نحتاج إلى ذكر الفروق بين الدول العربية، والنتائج المترتبة على التدخلات الأجنبية التي لا حيلة للعرب للتعامل معها، وبالطبع لن تكون هناك أي محاولة للتمييز، لأن ذلك سينتهي بفضيحة تضر الغرب ومساعيهم.
الفكرة من كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001
إن العرب والمسلمين ظلوا لقرون عديدة أكثر أمم الأرض تقدمًا في جميع المجالات، وحتى في آخر قرنين ظهرت العديد من التجارب العربية الواعدة التي أجهضها التدخل الأجنبي، فالتاريخ يُثبت أن العرب والمسلمين ليسوا أقل قدرة من غيرهم على تحقيق نهضة شاملة، فقد كان الوطن العربي دائمًا مطمعًا للقوى الخارجية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، عاش الإنسان العربي في سياق ثقافي عالمي ساهمت المؤسسات والأنماط السائدة في إفقاره وتهميشه.
إن ثمة حربًا واسعة وكبيرة تُشن اليوم ضد العرب والمسلمين، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، فالغرب في النهاية قد اتخذ من الأفكار الأكثر خبثًا مِشجَبًا ليعلن الحرب على الإسلام، ويكون هو عدوه الأيديولوجي الجديد الذي يمكن استغلاله من أجل تحقيق مصالحه الاقتصادية والسياسية.
مؤلف كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001
جلال أمين: وُلد عام 1935م، هو عالم اقتصاد وكاتب ومفكر مصري بارز، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وعمل أستاذًا للاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا.
أهم مؤلفاته:
ماذا حدث للمصريين؟
عصر الجماهير الغفيرة.
خرافة التقدم والتأخر.