عقدة التفوق
عقدة التفوق
كل عرض مرضي يُعبَّر عنه بحركة ما، فالعرض له ماضٍ ومستقبل، فالمستقبل مرتبط بهدفنا والماضي يمثِّل النقص الذي نحاول تعويضه، لهذا نهتم ببداية عقدة النقص، أما في عقدة التفوُّق فنهتم بالاستمرار، وقد تُكمل كلتا العقدتين الأخرى، ويمكن أن نرى العلاقة بين العقدتين بوضوح عند الأطفال المصابين بعقدة التفوق الذين يحاولون السيطرة على الآخرين بالهجوم عليهم، ويحدث هذا لأنهم لا يصدقون أنهم يستطيعون الوصول إلى هدفهم، أي يشعرون بالنقص.
وتظهر هذه العلاقة أيضًا عند المُصابين بالاضطرابات النفسية؛ كالمصاب بجنون العظمة الذي يعتقد أنه ملك أو إمبراطور ويعيش في عزلة لأنه مُصاب بعقدة نقص، وخلق في نفسه عقدة تفوُّق ليعوِّضها، وتُمثِّل عقدة التفوُّق مرحلة ثانية لتعويض عقدة النقص، ويجب علينا البحث عن علاقتها بالجسد لأن هذه العلاقة مرتبطة تمامًا بالطبيعة البشرية، وإن عرفنا هذه العلاقة سنستطيع علاج العقدتين.
شعور الإنسان بنقصه ليس مرضًا بحد ذاته، بل يمثل حافزًا للنمو، وإنما يصبح مرضًا عندما يسيطر على الفرد ويجعله مكتئبًا، فبالتالي يلجأ إلى عقدة التفوُّق ليهرب بها من المشاكل، أما الشخص العادي غير المصاب بعقدة التفوُّق فيسعى للتفوق من طموحه للنجاح، وبالتالي لا يُقدِّر نفسه تقديرًا خاطئًا، فالتقدير الخاطئ هو منشأ المرض العقلي.
الفكرة من كتاب الحياة النفسية.. تحليل علمي لشخصية الفرد
“وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر”؛ لطالما كانت شخصية الفرد محل تركيز مدارس علم النفس المختلفة، لدرجة أننا نجدهم يتنافسون على إيجاد نظرية واحدة تُفسِّر شخصية الفرد وتصرفاته بالكامل، بالطبع حتى الآن لا وجود لهذه النظرية وإنما توجد توجهات تحليلية مختلفة.
وهذا الكتاب يعرض نظرية لم تنَل حظها من الشهرة في عالمنا العربي، على الرغم من أهميتها، تُعرف بـ”علم النفس الفردي” الذي يُعنى بشخصياتنا الفريدة، وتهدف إلى جعلنا أعضاء فاعلين في المجتمع.
مؤلف كتاب الحياة النفسية.. تحليل علمي لشخصية الفرد
ألفريد آدلر: طبيب نفسي نمساوي، بدأ حياته المهنية تلميذًا لسيغموند فرويد، وبعد ذلك أسَّس مدرسته العلاجية الخاصة المعروفة باسم “علم النفس الفردي”.
من أعماله: “معنى الحياة”، و”الطبيعة البشرية”.
معلومات عن المترجمين:
محمد بدران: ولد سنة 1894م، في قرية بمحافظة الشرقية، وتوفي سنة 1960م، لقب بـ”عمدة المترجمين المصريين”، واشتغل بتدريس الترجمة في معهد الصحافة ومعهد الدراسات العليا بالجامعة العربية.
من ترجماته: “موسوعة تاريخ العالم”، و”قصة الحضارة”.
أحمد محمد عبد الخالق بك: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب- جامعة الإسكندرية، وعمل في منصب الخبير الاقتصادي لمصر في السودان.
من ترجماته: “الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي مؤسس مصر الحديثة”.