عقاقير من نوع آخر
عقاقير من نوع آخر
0
نظرًا إلى كون السرطان مرضًا منتشرًا فلا يكاد أحدنا يجهل مريضًا أصيب بأي نوع منه، ربما من المقربين، ففي فترة المرض لا بد أن يكون قد مرَّ بأسماعنا من يقترح عشبة معينة تخفِّف من آلام السرطان أو نظام غذائي معيَّن يعالج السرطان بالكلية بجانب مثلًا حركات معيَّنة من اليوجا أو أي ممارسات شبيهة أو تناول بعض المكملات الغذائية والفيتامينات بشكل كبير، فكثيرون يلجؤون إلى العلاج البديل أو التكميلي لأسباب مختلفة، ويتساوى في ذلك سكان الدول المتقدمة الذين يتلقَّون أفضل رعاية صحية مقارنةً بغيرهم وسكان الدول النامية أو دول العالم الثالث، والمطلع على نفقات الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها عام ٢٠٠٧ على فصول تعليم اليوجا وشراء المنتجات الطبيعية وأساليب الاسترخاء وغير ذلك يُدرك حجم الموضوع وتأثيره في الوعي العام على الرغم من افتقار تلك العلاجات المكملة أو البديلة إلى براهين وأدلة وأبحاث حقيقية تثبت فاعليتها، بل إن بعضها قد يعطي نتائج غير مقبولة حين تدخل مع علاج السرطان أصلًا.
لماذا يلجأ الناس إليها إذًا؟ والأدهى من ذلك: لماذا يقطعون المسافات ويسافرون من بلد إلى أخرى ويصرفون الأموال الطائلة عليها؟
بعض هذه العلاجات البديلة أو التكميلية تلعب على الإيهام أو الوعي وتكتسب قدسية كقدسية الأديان بالضبط، إضافةً إلى مهارة مروِّجيها وطريقة إقناعهم وإيمانهم بما يروجون له مع جهل المرضى، فينتقل ذلك إلى المريض الذي سئم تناول العقاقير المختلفة والمتعبة، في حين أن علاجًا بديلًا أو تكميليًّا كالأنظمة الغذائية مثلًا قد لا تتفق مع الخطة العلاجية لبعض المرضى، بل قد تزيد الأمر سوءًا، يضرب هنا الكاتب مثالًا بمرضى سرطان البنكرياس وبخاصةٍ منهم الذين يفقدون أوزانهم بشكل سريع، فيلجؤون لاتباع حمية غذائية مثلًا قاسية مخالفة لما كانوا عليه قبل المرض أو حمية من التي يتبعها الأصحاء لفقد أوزانهم فيؤثر ذلك فيهم بشكل سلبي، وكذلك فالمتضرِّرون من آثار العلاج الكيماوي قد لا تتناسب معهم بعض الاقتراحات الشعبية والسائدة لمجرد كونها صحية وذات سعرات قليلة، وهكذا مشكلة هذه البدائل أنها تفتقر إلى الموضوعية والأدلة الطبية الموثَّقة على جودتها وملاءمتها طبيًّا، لذلك هناك رقابة شديدة عليها في بعض الدول كالرقابة على العقاقير، وهذا ما يدفع بعض المرضى إلى السفر إلى بلاد أخرى تكون الرقابة فيها أقل من بلادهم.
الفكرة من كتاب السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا
في هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة طبية موجزة نتابع فيها نواة الخلية والـDNA في أصله الطبيعي قبل أن يصاب بالسرطان، ونفهم معه كيف يصاب به، وكيف يُكتشَف، ثم كيف يُعالج ويتم التعامل معه، وكيف تؤثر البيئة والعرق وطريقة التغذية والعادات والجينات المتوارثة في قابلية الإصابة به، وذلك بشكل واقعي وحقيقي من طبيب وأستاذ أورام موجود في قلب المجال.
مؤلف كتاب السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا
نيكولاس جيمس: أستاذ علم الأورام بجامعة بيرمينجهام بالمملكة المتحدة ومستشفى الملكة إليزابيث في برمينجهام، ويعمل حاليًّا في دراسة مهمَّة تبحث أهمية استخدام العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا.
معلومات عن المترجم:
أسامة فاروق حسن: حاصل على بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة القاهرة، وبجانب عمله كطبيب للأسنان، وعمل في مجال ترجمة وتعريب الكتب العلمية والموسوعات الطبية لحساب “مكتبة جرير”، ومن ذلك:
موسوعة كلية طب جامعة هارفارد الأمريكية.
كما ترجم سلسلة من الكتب في الطب الطبيعي والبديل مثل كتب “علم الماكروبيوتك”، هذا إضافةً إلى ترجمته كتبًا في مجالات أخرى كإدارة الأعمال.