عصر النهضة
عصر النهضة
جاء عصر النهضة الذي يطلق عليه البعض عصر التمرد، وشهِدَ كثيرًا من الأمور المهمة كاكتشاف البوصلة وتصنيع البارود وإنشاء المطابع التي كسرت احتكار الكنيسة للفكر، وظهرت طبقة التجار بوصفها طبقة اجتماعية جديدة، ونمَت الصناعة، وحدث صدام قوي بين العلماء الطبيعيين والكنيسة ألقى ظلاله على المستقبل، مثل كوبرنيكوس (1473–1543) الذي صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرمًا يدور في فلكها، وتبناها العلماء مثل جاليليو فتصدع نفوذ الكنيسة، أما جوردانو برونو (1584–1600)، فحُكم عليه بالكفر والهرطقة وقُتل بعد أن تبنى نظرية كوبرنيكوس، وأضاف أن النظام الشمسي واحد من مجموعة نُظم تغطي الكون في صورة نجوم لا نهائية.
وقد شَهِد ذلك العصر تطورًا سياسيًّا يحاول تجاوز الفكر الديني، ويذهب كثير من المفكرين إلى أن لميكيافيلي (1469–152) دورًا كبيرًا فيه، وهو فيلسوف وسياسي إيطالي، والمؤسس للتنظير السياسي الوضعي بعد أن كان على أساس ديني كنسي، أشهر كتبه هو كتاب الأمير، والذي كان صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية، وفلسفة ميكيافيلي السياسية ترى أن الطبيعة الإنسانية تتصف بالشر والفساد في جوهرها، وأن الحرب ضرورية لكيان الدولة لأن السلام الدائم يُضعفها، وأن الحاكم الذي يتطلَّع إلى السلطة المطلقة عليه أن يتحرَّر من القيود الأخلاقية بما يحتمه الصالح العام.
وشهد عصر النهضة كذلك إصلاحًا دينيًّا، عزَّزه نشأة المدن القائمة على الحركة التجارية وضعف نفوذ الإقطاعيين المدعومين من الكنيسة مقابل سخط الفرسان والفلاحين عليهم، ومع استشراء الفساد في الكنيسة أطلق الراهب الألماني مارتن لوثر
(1483–1546) عصر الإصلاح الديني في أوروبا، بنشره رسالته الشهيرة المكونة من خمس وتسعين نقطة عام 1517م فنُفي ووصفت كتاباته بالهرطقة، إلا أنها تُرجمت ونُشرت في أنحاء أوروبا مثيرةً الاضطراب، وكان لوثر يرفض فكرة صكوك الغفران لأنه يرى أن تكفير الخطايا نعمة الله على المؤمنين، وأسقط مرجعية الكنيسة في تفسير الكتاب المقدس معتبرًا أن لكل شخص الحق في التفسير، وأجاز الطلاق الذي كان محرمًا، ولم يخل عصر النهضة من التمرد الأدبي كذلك، كما في الكوميديا الإلهية لدانتي التي سخرت من المعتقدات المسيحية.
الفكرة من كتاب حكاية الفلسفة الغربية
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة مع تاريخ الفلسفة الغربية بمحطاته المختلفة، لنكوِّن رؤيةً عامة نُشخِّص بها مشكلات إنسان الحاضر، ونفهم كيف وصل العالم إلى ما هو عليه اليوم، لمجابهة الثقافة المسيطرة وغرس بذور الحل.
مؤلف كتاب حكاية الفلسفة الغربية
المؤلفون هم مجموعة من الباحثين بمركز “بالعقل نبدأ” للدراسات والأبحاث، وهو مركز للتنمية الفكرية والمهارية، يهدف إلى بناء مجتمع متكامِل متقدم من خلال إحياء هويتنا المستمدة من تراثنا وحضارتنا الأصيلة والمستوعبة للعلوم الحديثة، وفق أسس منهجية تجمع بين العقل والنص الديني والتجربة العلمية، لمواجهة انتشار الثقافة المادية وما صاحبها من انهزام حضاري، وذلك عن طريق أنشطة مختلفة كعقد الندوات والتوعية الإلكترونية وطرح إصدارات من كتب ومقالات وأبحاث.
من كتب المركز: قواعد التفكير المنطقي والتنوير الحضاري: طرح سائد ورؤية متجددة وقبل الانهيار.