عصر التحوُّلات

لطالما كانت الحرب إحدى أعقد الظواهر في حياة البشر، حيث كانت الحل الصعب الذي تلجأ إليه الدول وهي مكرَهة، فالحرب دائمًا ما كانت غير متوقَّعة ولا تسير على قانون واحد، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التحضير لها ومعالجة آثارها بعد أن تضع الحرب أوزارها، أما في العصر الحاضر ومع تزايد اعتماد العالم على التكنولوجيا والحواسيب الرقمية، فباتت الحروب تأخذ شكلًا آخر أكثر ذكاءً، تمثل في تحقيق المعادلة الصعبة في تحقيق قوة تدميرية تخريبية أكبر بتكلفة أقل، فاليوم وبضغطة زر واحدة يمكنك أن تُركع دولًا بأكملها إذا رغبتَ بذلك.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ففي الماضي كانت الحروب السيبرانية مهجورة أو مُبعدة، ولكن الأمور اليوم اختلفت، فالحواسيب الآن باتت تتحكَّم في تشغيل كل شيء تقريبًا، ومع التطور التكنولوجي وتدشين شبكة الجيل الخامس من الاتصالات وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ستصير الحياة رقمية بامتياز، ومن هنا ستصبح الحرب السيبرانية أشد فتكًا من ذي قبل، وبمرور الوقت ستصبح تلك الحروب قادرة على إحداث شلل كلي لجميع مظاهر الحياة للدولة المستهدفة، دون الحاجة إلى التلاحم معها، بل قد يكون المعتدي على الطرف الآخر من الكوكب بالنسبة إلى الدولة المستهدفة.

كما أنها لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة؛ فقط جهاز حاسوب وشخص متمرِّس على استخدامه، ومن الخصائص المميزة كذلك أن لا رادع حقيقي لها حتى الآن، فما تفعله أي دولة بأعدائها من السهل أن يفعله بها أعداؤها إن لم يكن اليوم فغدًا، فليس ثمة نظام رقمي في مأمنٍ من الثغرات التي يمكن استغلالها من قِبل الآخرين، كما يمكنهم كذلك التخفِّي وعدم ترك أي أدلة من شأنها أن تكشف عنهم، فالحروب السيبرانية أشبه ما تكون بحرب أشباح، فهي لا تجعل فقط من الأسلحة التقليدية مجرد آلة حديدية لا تأثير لها، بل قد يتم اختراق أنظمة العدو وتوجيه أسلحته الذاتية ضده! إذا ما تمت السيطرة على الأنظمة الإلكترونية المشغِّلة لها.

خلال ديسمبر من العام 2020 اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الصدفة تعرُّضها لهجوم سيبراني منذ عامين على الأقل شمل وكالات الأسلحة النووية الوطنية، والاحتياطي الفيدرالي، ووزارتي الخزانة والتجارة وكبرى الشركات الأمريكية وما زال الكثير لم يُكشف بعد، فأمريكا القوى العظمى كانت محتلة رقميًّا وهي لا تعلم!

وعلى الناحية الأخرى تقول بعض التقارير إن تكلفة الجرائم الإلكترونية حول العالم ستبلغ حاجز الستة تريليونات دولار سنويًّا بحلول العام 2021، كل تلك الأحداث تُنذر بمستقبل صعب حول ما بات يعرف بالحروب السيبرانية، لذا كانت أهمية الكتاب الذي بين أيدينا حيث يخوض في جذور هذا الواقع الغامض والحروب الجديدة.

فرد كابلان (Fred Kaplan): كاتب وصحفي أمريكي متخصص في شؤون الأمن القومي، ولد في 1937 في ذا برونكس في الولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس من كلية أوبرلين، ودرجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية من معهد ماساتشوستس، ويعمل في مجلة سليت الأمريكية، وحاصل على جائزة “بوليتزر” عن مقال نشرته صحيفة بوسطن غلوب.

له أربعة مؤلفات: “المتمردون: ديفيد بترايوس ومؤامرة تغيير الطريقة الأمريكية للحرب”، و”1959: العام الذي تغيَّر فيه كل شيء”، و”المؤمنون بأحلام اليقظة: كيف دمَّرت بضع أفكار كبرى القوة الأمريكية”، و”سحرة هرمجدون”.