عصابة تحت الأرض
عصابة تحت الأرض
كان هناك مهندس آثار أعزب، يسكن في الإسكندرية، ويراوده حلم غريب منذ مدة يسمع فيه من يكلمه باليونانية، ويطلب منه أن يحفر تحت سريره، ومع تكرار الحلم ينصاع المهندس بالفعل ويأخذ فأسًا ويبدأ بالحفر، وبينما هو على هذا الحال يدخل عليه صاحبه الطبيب الشرعي مندهشًا، وبعد أن يروي عليه صديقه القصة يبدأ هو الآخر بالحفر معه.
ظل الصديقان يحفران يومًا بعد الآخر، يخترقان طبقة أرضية تتلوها طبقة أخرى، ويكتشفان مع كل طبقة آثارًا قديمة، وبقايا عصور غابرة، ومتعلقات شخصية، وفي اليوم الواحد والعشرين من الحفر انهار التراب وسقطت الفأس في فجوة مُفضية لشارع مبلط تحت الأرض ليتدلى إليه الصديقان مستكشفين بعد أن تزودا بالطعام والشراب والعدة اللازمة.
في أثناء الاستكشاف يسمع المهندس وصديقه أصواتًا من وقت لآخر تشبه الهمسات أو الهدير، ربما من فوقهما أو من خلفهما، وأحيانًا تبدو كالصفير، وأحيانًا كالهمهمة، وفي أثناء اكتشافهما كانا يقتربان من مصدر الصوت حتى ظهرت النبرات جلية واضحة، نبرات تتحدث يونانية حديثة ليكتشفا أنها عصابة لتهريب المخدرات تتفق على شحنة ومبلغ وميعاد للتسليم، فلما لبثا أن أسرعا باتجاه المخرج لإبلاغ وزارة الداخلية التي ترصدت لتلك العصابة في الموعد المحدد وقبضت عليها، وكافأت المهندس وصاحبه لكنها لم تذكر اسميهما ولا دورهما في التبليغ كتعليمات أمنية!
الفكرة من كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
يضم الكتاب مجموعة من القصص القصيرة، يهدف من خلالها الكاتب إلى مناقشة عدة قضايا واقعية مختلفة بطريقة غير مباشرة منسوجة من الخيال ومحكية بأبسط العبارات وأكثر الأساليب متعة وتشويقًا، لافتًا إلى مشاعر طيبة وقيم عظيمة كالأمانة، ومحذرًا من الطمع والخيانة وما يترتب عليها من عواقب.
مؤلف كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
مصطفى محمود: فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
ألَّف العديد من الكتب في المجالات المختلفة الدينية والاجتماعية والفلسفية والسياسية، إضافةً إلى الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة ومنها:
رائحة الدم.
شلة الأنس.
أكل عيش.