عدم الحكم على الآخرين
عدم الحكم على الآخرين
يُعدُّ حكم الآخرين على نظرتنا إلى العالم مزعجًا وغير مقبول، وعلى الرغم من ذلك فما زال كلٌّ منا يجد صعوبة في عدم الحكم على الآخر، فنحن نؤمن بأن تفكيرنا هو الأفضل، ونحن من نعرف الأفضل المناسب للآخرين ليفعلوه في حياتهم للخروج من هذا المأزق أو لجعل حياتهم أفضل، ودائمًا ما يقول كل منا: “لو كنت مكانك لفعلت كذا”، أو “لو كنت مكانك لما فعلت كذا”، ونقول لأنفسنا: “لو كنت في نفس الموقف لتصرَّفت على نحو مختلف.. لتصرَّفت على نحو أفضل”.
لكن من الصعب التأكد من أننا لو كنا في الموقف نفسه ونمسك بالمقود سيختلف تصرُّفنا فعلًا، أو أنه سيكون أفضل حقًّا. وأيًّا كان فلن يغفل كثيرون ممن يمارسون دور الراكب الذي يعطي النصائح والتعليمات باستمرار للسائق الممسك بزمام المقود في الأمام، سواء كانت نواياهم طيبة أم لا، وأنَّ نصائحهم تستند كثيرًا إلى رؤاهم وتفضيلاتهم الشخصية في المقام الأول، وليست بالضرورة مناسبة لغيرهم، فما هو مناسب لي قد لا يكون مناسبًا لغيري، وما أراه جيدًا قد لا يراه غيري كذلك على الإطلاق.
وينبِّه المؤلف إلى تذكُّر هذا جيدًا عند إسداء نصيحة إلى أحدهم، ويوضِّح أنَّ النصيحة لمن لم يطلبها منك هي من قبيل الحكم على الآخر، لذا توقَّف عن الأحكام واسمح للآخرين أن يكونوا كما هم، واسمح لهم أن يقوموا بخياراتهم مهما كانت سيئة في نظرك، فهكذا يتعلَّم النَّاس من اختياراتهم وتجاربهم وأخطائهم.
الفكرة من كتاب الحكمة الخالصة.. أشياء بسيطة ستغير حياتك اليومية
يتسم هذا العصر بالسرعة، لذا كان لا بدَّ أن يصيبنا شيء من سرعته، فنحن نسارع ونتصارع لنواكب المجريات المتتابعة والمتلاحقة من حولنا على نحو غير مسبوق، ولهذا فنحن في أمسِّ الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى أن نبتعد عن صخب العالم، وننزوي إلى عالم هادئ بسيط يعيد إلينا شيئًا من ذواتنا التي انشغلنا عنها حتى كأننا نسيناها، وتماهت وسط زحام هذا العصر.
نحتاج إلى شيء يحدِّثنا عن المعاني والقيم التي قد فقدت حُظوتها في مثل هذا العالم الذي تطغى عليه القوانين المادية والنفعية البحتة، وهذا ما فعله “دين كاننجهام” حين أخذنا بعيدًا عن تعقيد هذا العالم وصخبه إلى أرض من البساطة والهدوء، ليحدثنا عن المعاني والقيم، وليقدم خلاصة تجاربه في كتاب لعلها تنفع القارئ وتفيده في حياته الخاصة أو في الحياة بوجه عام.
مؤلف كتاب الحكمة الخالصة.. أشياء بسيطة ستغير حياتك اليومية
دين كاننجهام Dean Cunningham: مدرب تنمية ذاتية، وبطل بريطاني سابق في رياضة الكاراتيه، تخرَّج في جامعة لندن وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في علم الاقتصاد.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
Pure Wisdom
Rev-up: Accelerate Goal Achievement