عدة أوجه لعملة واحدة!
عدة أوجه لعملة واحدة!
يلجأ الأطفال إلى الكذب لعدة أسباب، ومن أكثرها شيوعًا الخوف من العقاب القادم من السلطة المتمثلة في الوالدين أو المعلم ونحوهم، وقد يكون هذا نتاجًا لتعامل المربين الخاطئ ابتداءً مع أخطاء وتصرفات الأطفال، فالبعض يرى الصرامة التامة حتى لا تتكرَّر الأخطاء والبعض يرى التساهل، وبالطبع لا هذا ولا ذلك، كما أن من الأسباب السعي لإثبات الذات والحصول على مكانة اجتماعية بين الزملاء في المدرسة، فكلٌّ يتفاخر بما عنده ويكون هو من طبقة متوسطة أو ميسورة الحال.
الخيال الخصب لدى الأطفال يؤدي دورًا أيضًا في عملية اختلاق الحكايات والبطولات، وهناك من الأسباب أيضًا الرغبة في الانتقام من الآخرين، وذلك حين تتسلَّل مشاعر الغيرة إلى قلب الطفل تجاه طفل آخر يحظى دائمًا بالمديح والثناء من معلميه، وقد يستعين بزملائه عليه، وربما يلفق له أفعالًا شنيعة، والأسباب السابقة مهمة ومؤثِّرة بالطبع، لكنَّ هناك سببًا خطيرًا وتصرفات بسيطة قد يغفل عنها الآباء في أثناء التنشئة، ألا وهي وجود مساحة ولو صغيرة من الكذب داخل المنزل، ومن أقرب الأمثلة الأب الذي يطلب من ابنه أن يردَّ على الهاتف ويخبر المتكلم أنه غير موجود في المنزل!
ليس المنزل وحده البيئة التي قد يكتسب منها الطفل الكذب بوعي أو بغير وعي، المدرسة أيضًا وتصرفات المعلمين الذين هم بمثابة القدوة والأسوة للتلاميذ يمكن أن تؤثِّر تصرفاتهم البسيطة في المنظومة الأخلاقية لتلاميذهم، وبعد انقضاء سنوات الدراسة يخرج التلاميذ إلى مدرسة أخرى هي مدرسة الحياة، ويبدأ احتكاكهم الحقيقي بالمجتمع فيرون شيئًا من الفساد المنتشر في مجتمعاتنا الإسلامية، لكنه يبقى شيئًا يسيرًا مقارنةً بالمجتمعات الأخرى.
الفكرة من كتاب الكذب في سلوك الأطفال
يشكو الكثير في بعض المجتمعات من انتشار الكذب أو النفاق، وقد نجد أن بذوره وجذوره الأساسية ترجع إلى ما تعلَّمه الطفل مما يدور في الأسرة الصغيرة التي نشأ فيها أو في مجتمع الفصل أو المدرسة.
يجمع هذا الكتاب في ثناياه أشهر الأسباب المؤدِّية إلى الكذب وكيفية التعامل معها والوقاية منها، وكيف تؤثِّر النشأة والتربية في سلوكيات الأطفال المختلفة والدور المشترك للمدرسة والمجتمع مع المنزل بالتأثير في قيم الأطفال ومبادئهم.
مؤلف كتاب الكذب في سلوك الأطفال
نخبة من الكُتَّاب والمؤلفين الباحثين في مجالات التربية وهم محمد علي قطب الهمشري، ووفاء محمد عبد الجواد، وعلي إسماعيل محمد، اشتركوا في تأليف سلسلة بعنوان “المشكلات السلوكية للأطفال”، من ضمنها هذا الكتاب الذي بين أيدينا.